في كتاب “حكايات هائمة” الذي صاغه الأديب الراقي جمال الغيطاني، يتجلى الإبداع الأدبي في كلمات متراقصة تروي حكايات متصلة ببراعة وإتقان. ينسج الغيطاني خيوط السرد بأسلوب فريد، يتسم بالوحدة الإيقاعية والتنوع الثقافي العميق. يظهر في صفحات الكتاب تفرد الروح الفنية للكاتب، حيث يتجلى ذلك في تفاعله المدهش مع الجمال والثقافة العريقة.
تتسم الحكايات المنفصلة بالتصاقها الرائع، فتبدو كل واحدة منها كشاهدة على عالم متكامل يعيش في ذهن القارئ. تعبر القصص عن تجارب الحياة بطريقة مسحورة، حيث يعبق السرد برائحة الجمال والعاطفة. يجمع الكاتب بين الماضي والحاضر، مرسمًا صورًا تاريخية وخيالية في آن واحد، مما يعزز من طيف الأحداث ويضفي على القصص طابعًا مميزًا.
تتنوع الموضوعات والشخصيات في الكتاب، مما يمنح القارئ فرصة لاستكشاف عوالم مختلفة والانغماس في تفاصيل غنية بالتفاصيل. يظهر الغيطاني كمبدع يحكي بموهبة استثنائية، حيث ينسج الكلمات بأسلوب يشبه السحر، ينقل القارئ إلى عوالم خيالية وواقعية في آن واحد.
يعكس الغيطاني في كتابه هذا عمق فهمه للإنسانية ومدى تأثير الثقافة والجمال في حياتنا. يتجلى ذلك في تكوينات سردية خلاقة تعبر عن خبرته الغنية في الحياة. الكتاب، بتأليفه الرائع، يسلط الضوء على العديد من القضايا والجوانب المتنوعة للحياة، مما يجعله مصدرًا غنيًا بالفلسفة والفهم العميق للإنسان والوجود.
صدر الكتاب عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر في عام 2014، وتضفي الصورة الغلاف العادي للكتاب لمسة من البساطة التي تعكس جوهر الحكايات العميقة المحملة بالمعاني. يحتل الكتاب مكانة خاصة في فئة الأدب والخيال، حيث يتجاوز حدود القصص التقليدية إلى عوالم أدبية تتفتح أمام القارئ كزهرة ذات رائحة فواحة.
باختصار، “حكايات هائمة” لجمال الغيطاني ليس مجرد كتاب، بل هو رحلة فنية مدهشة تأخذ القارئ إلى أعماق الفهم الإنساني وجمال الحياة.