في ساحة الأدب والفنون يبرز كتاب “حفلة سمر من أجل 5 حزيران” للمؤلف الراقي سعد الله ونوس، الذي ابتعث هذا العمل في ثناياه تفاصيل غنية ولحظات مميزة تتسلل إلى أعماق القارئ بأسلوبها الساحر والفريد. يأخذنا الكاتب في رحلة عبر فترات النكسة، تلك اللحظات الحرجة التي يجد فيها الشعوب أنفسها أمام صراع بين المقاومة المسلحة والاستسلام، وهو ذلك الصراع الذي ينعكس بوضوح في روح العروض المسرحية.
في 148 صفحة مليئة بالحكايات والمواقف الاستثنائية، يقدم الكتاب للقارئ رؤية فريدة حول مهمة المسرح في زمن الاضطرابات والتحولات. يكمن التحدي أمام الفنان المسرحي في كسر جدر الانعزال والتفاعل مع الحياة بكل تعقيداتها وجوانبها المتنوعة. يتطلع المسرح إلى أن يكون أكثر من مجرد تسلية فنية، بل يسعى ليكون منبرًا ينقل صوت الشارع ويعبّر عن معاناته وآماله.
تتجلى قوة الكتاب في قدرته على دمج خشبته وصالته في صحوة واعية تتجاوز حدود المسرح التقليدي، تتجول في أرجاء الشوارع وتتسلل إلى ديار الناس، تتبادل الحديث مع خطوط عرضانها. ينقل الكاتب تلك الرحلة الفنية إلى أبعد من ردهات المسرح، حيث يخترق الواقع بأسلوبه الفني الذي يعكس الوعي والحس الإنساني.
صدرت هذه الجوهرة الأدبية عام 2015 عن دار ابن رشد للنشر والتوزيع في مصر، حيث تُضفي النشرة الورقية للكتاب لمسة فنية إضافية من خلال غلافها الورقي الجذاب الذي يعكس جودة المحتوى الذي يحتويه.
يندرج “حفلة سمر من أجل 5 حزيران” ضمن فئة الفنون، وتحديدًا في فرع المسرح، مما يمنح القارئ فرصة فريدة لاستكشاف عالم الفن المسرحي بأسلوب يجمع بين الجمالية اللغوية والعمق الفكري. إنها رحلة فنية ملهمة تمنح الحياة الفنية أبعادًا جديدة وتجعل من الكتاب تحفة أدبية تُشكل جزءًا لا يتجزأ من تراث الأدب والفن.