في الفترة الممتدة من عام 1992 إلى عام 1996، شهدت مدينة سراييفو في البوسنة والهرسك واحدة من أكثر الحروب دموية ومأساوية في تاريخ القرن العشرين، حيث تحولت المدينة إلى مسرح رئيسي لصراع مسلح بين مجموعات متنافسة. بينما كانت البوسنة والهرسك تسعى للاستقلال والوحدة الوطنية، كانت جمهورية صرب البوسنة (التي شكلت جزءًا من جمهورية يوغوسلافيا السابقة) تسعى للفصل والانضمام إلى صرب البوسنة الذين كانوا يدعمونهم في الصراع.
شهدت المدينة حصارًا طويلًا ومأساويًا استمر لمدة أربع سنوات، حيث تعرضت لهجمات متكررة من قبل القوات الصربية المسلحة. خلال هذه الفترة، تعرضت السكان المدنيون لظروف قاسية للغاية، بما في ذلك نقص في الغذاء والمياه والكهرباء، وتعرضوا لموجات من القصف والقتل والتشريد. كانت الحرب في سراييفو مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة، بما في ذلك المجازر والاغتصابات واستخدام القوة الزائدة بشكل متكرر ضد المدنيين العزل.
رغم الجهود الدولية لوقف النزاع وإيجاد حلول سياسية، إلا أن الحرب استمرت لسنوات بلا هوادة، مما أدى إلى مزيد من الدمار والخراب وفقدان الأرواح. تدخلت منظمة حلف شمال الأطلسي (NATO) والأمم المتحدة في محاولة لوقف العنف وتحقيق السلام، وشاركت البوسنة والهرسك بدعم دولي كبير للدفاع عن سيادتها واستعادة سيطرتها على المناطق المتضررة.
بعد سنوات من القتال والدمار، تمكنت قوات البوسنة والهرسك بدعم من التحالفات الدولية من تحقيق النصر في النهاية، وتحرير سراييفو من الحصار الطويل. وبالتالي، انتهت الحرب البوسنية بفوز البوسنة والهرسك ودعم المجتمع الدولي الممثل بالأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بينما خسرت جمهورية صرب البوسنة ومؤيديها في الصراع.