حساب تاريخ بداية الحمل بدقة

كيفية حساب تاريخ بداية الحمل

تعد عملية حساب تاريخ بداية الحمل من الأمور المهمة التي تثير تساؤلات عديدة لدى الكثير من النساء اللواتي يتوقعن الحمل. يعد تحديد بداية الحمل خطوة أساسية في تتبع تقدم الحمل وتحديد تاريخ الولادة المتوقع. فيما يلي نتناول طريقة حساب بداية الحمل، ونوضح المفاهيم الأساسية حول هذا الموضوع، إضافة إلى التفسير العلمي والتقني للطرق المستخدمة في حساب تاريخ بداية الحمل.

ما هو تاريخ بداية الحمل؟

تاريخ بداية الحمل هو التاريخ الذي يُحتمل أن يحدث فيه تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي. ولكن من الناحية العملية، يصعب تحديد هذا التاريخ بدقة نظرًا لأن الحمل يحدث عادة بعد التبويض، وهو عملية لا يمكن تحديدها بدقة تامة. لذلك، يتم الاعتماد على بعض المعايير والنظريات الطبية لتحديده بشكل تقريبي.

متى يحدث الحمل؟

بداية الحمل تحدث عادة بعد أن يتم تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي في قناة فالوب. البويضة التي يتم إطلاقها من المبيض خلال دورة الطمث تلتقي مع الحيوان المنوي في القناة، وفي حال تم التخصيب، تبدأ البويضة المخصبة في الانتقال نحو الرحم لتزرع نفسها في جداره. عملية الإخصاب هذه هي بداية الحمل.

إلا أن أغلب حسابات بداية الحمل لا تأخذ في الاعتبار لحظة التخصيب بالضبط، بل تعتمد على دورة الطمث التي تسبق الحمل.

الطرق المستخدمة لحساب تاريخ بداية الحمل

هناك عدة طرق لحساب تاريخ بداية الحمل أو تاريخ الولادة المتوقع، ومن أبرزها الطريقة التي تعتمد على اليوم الأول من آخر دورة شهرية (LMP)، وكذلك طريقة التخصيب المباشر. سنستعرض كل طريقة على حدة.

1. حساب الحمل بناءً على اليوم الأول من آخر دورة شهرية (LMP)

هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لاستخدامها في حساب بداية الحمل. تعتمد هذه الطريقة على افتراض أن المرأة تمتلك دورة شهرية منتظمة، وأن التبويض يحدث في اليوم الرابع عشر من الدورة. في هذه الطريقة، يتم حساب بداية الحمل كما يلي:

1. تحديد اليوم الأول من آخر دورة شهرية: هذا هو التاريخ الذي يبدأ فيه النزيف الشهري.

2. إضافة 14 يومًا إلى ذلك التاريخ: حيث يحدث التبويض في اليوم الرابع عشر بعد بدء الدورة.

3. ملاحظة أن الحمل يحدث بعد التبويض: بما أن الحمل لا يحدث مباشرة بعد اليوم الأول من الدورة الشهرية، لكن بعد التبويض، فبناءً على ذلك نبدأ حساب الحمل من هذا التاريخ.

كيفية حساب تاريخ الولادة بناءً على اليوم الأول من آخر دورة شهرية:

يتم حساب تاريخ الولادة المتوقع باستخدام قاعدة “ناجيل” الشهيرة، وهي إضافة 280 يومًا (أو 40 أسبوعًا) إلى اليوم الأول من آخر دورة شهرية. بعد إضافة 280 يومًا، ستحصلين على التاريخ المتوقع للولادة.

• مثال: إذا كانت آخر دورة شهرية لكِ بدأت في 1 يناير، فبإضافة 280 يومًا إلى هذا التاريخ، ستكون الولادة المتوقعة في 8 أكتوبر من نفس العام.

2. حساب الحمل بناءً على التخصيب أو يوم التبويض

تعتمد هذه الطريقة على الافتراض بأن الإخصاب يحدث مباشرة بعد التبويض، وهو يحدث عادة في منتصف الدورة الشهرية. لتحديد تاريخ بداية الحمل في هذه الطريقة، يتعين على المرأة معرفة موعد التبويض بدقة. في حال كانت المرأة تراقب الدورة الشهرية بعناية باستخدام جهاز قياس درجة الحرارة أو اختبار التبويض، يمكن تحديد تاريخ التبويض بشكل أدق.

بعد تحديد يوم التبويض، يتم حساب الحمل بإضافة 266 يومًا (أو 38 أسبوعًا) إلى تاريخ التخصيب المقدر. هذه الطريقة أقل شيوعًا من الطريقة الأولى لأنها تتطلب معرفة دقيقة بموعد التبويض.

3. حساب الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية (السونار)

من الطرق الأكثر دقة التي يمكن أن يستخدمها الأطباء لتحديد تاريخ الحمل هو الفحص بالموجات فوق الصوتية. يتم من خلاله قياس حجم الجنين في فترة مبكرة من الحمل، خاصة في الأسابيع 6-12، حيث يلاحظ الأطباء حجم الجنين ويقارنونه بالمعايير الطبية المتوفرة بناءً على عمر الجنين. هذا يتيح تحديد تاريخ بداية الحمل بشكل أكثر دقة.

4. حساب الحمل باستخدام اختبار الحمل

بعض النساء يفضلن الاعتماد على اختبارات الحمل المنزلية التي تكشف عن وجود هرمون الحمل (HCG) في البول. على الرغم من أن هذه الاختبارات تعطي نتيجة إيجابية بعد أيام من انغراس البويضة في الرحم، إلا أنها لا تعطي معلومات دقيقة حول تاريخ بداية الحمل. تعتمد هذه الطريقة بشكل أساسي على معرفة توقيت حدوث الإخصاب ومدة تأخر الدورة الشهرية.

عوامل تؤثر في حساب تاريخ بداية الحمل

هناك عدة عوامل تؤثر على دقة حساب تاريخ بداية الحمل. من بين هذه العوامل:

1. دورة الطمث غير المنتظمة: إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، سيكون من الصعب تحديد تاريخ بداية الحمل بدقة باستخدام طريقة اليوم الأول من آخر دورة شهرية.

2. التبويض المبكر أو المتأخر: في حال حدوث التبويض في وقت مبكر أو متأخر عن المتوقع، قد يؤثر ذلك على دقة الحسابات.

3. العوامل الصحية: بعض الحالات الصحية مثل تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤثر على انتظام الدورة الشهرية وعلى حساب الحمل.

4. الفحوصات المخبرية: في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى فحوصات هرمونية أو الموجات فوق الصوتية لتحديد تاريخ بداية الحمل بدقة.

كيف يمكن تحديد تاريخ الولادة؟

تحديد تاريخ الولادة يعتمد على تحديد تاريخ بداية الحمل. كما ذكرنا سابقًا، يتم إضافة 280 يومًا (أي 40 أسبوعًا) إلى تاريخ بداية الحمل المتوقع. في حال كان لديك تاريخ الدورة الشهرية غير منتظم، قد يختلف تاريخ الولادة المتوقع بسبب الفروق في توقيت التبويض.

العوامل التي تؤثر على طول فترة الحمل:

لا تتمثل مدة الحمل في 40 أسبوعًا دائمًا، حيث يمكن أن يختلف طول فترة الحمل من امرأة إلى أخرى. بعض العوامل التي قد تؤثر على طول فترة الحمل تشمل:

1. السجل الصحي للحمل السابق: إذا كانت المرأة قد أنجبت طفلًا سابقًا، فقد يتغير وقت الولادة في الحمل الحالي.

2. العوامل الوراثية: قد تؤثر العوامل الوراثية على موعد الولادة.

3. الحالة الصحية للمرأة: بعض الحالات الطبية قد تؤدي إلى ولادة مبكرة أو متأخرة.

4. عدد الحمل: النساء اللواتي يحملن لأول مرة قد يشهدن فترات حمل أطول مقارنة بالنساء اللاتي سبق لهن الحمل.

استخدام التنبؤات الدقيقة في التوليد

مع تطور العلم الطبي، أصبح بإمكان الأطباء استخدام تقنيات متقدمة لمتابعة تقدم الحمل بشكل أكثر دقة. هذه التقنيات تشمل فحوصات الموجات فوق الصوتية المنتظمة، اختبارات الدم والبول، ومتابعة أنماط الدورة الشهرية، مما يسهم في تحديد التاريخ بشكل أدق.