تتناول هذه الدراسة الشيقة والموسعة بعنوان “حركة النقد المسرحي في سورية 1967 – 1988” للكاتبة حورية محمد حمو، رحلة استكشافية تأخذنا إلى عوالم المسرح السوري على مدى فترة زمنية تمتد من عام 1967 حتى 1988. يتناول الكتاب بأسلوبه السلس والمفصل العديد من الجوانب المهمة والتفاصيل الفنية والثقافية التي شكلت نسيج الحركة المسرحية في تلك الفترة الزمنية.
تأخذنا الكاتبة في رحلة عبر صفحات الكتاب إلى عالم الفن والإبداع المسرحي في سورية، حيث ترصد بدقة تفاصيل الأحداث والتطورات التي مر بها المسرح السوري خلال العقود الثلاثة المذكورة. تقدم لنا الكتاب رؤية فريدة حول كيفية تأثير السياقات الاجتماعية والسياسية في تشكيل هويته وتطوره على مر الزمن.
تستعرض الكاتبة في صفحاتها الأماكن والزمان والشخصيات التي أثرت في المسرح السوري خلال تلك الفترة الزمنية المهمة. بالإضافة إلى ذلك، تتعمق الدراسة في تحليل الأعمال المسرحية والأدب المسرحي الذي أنتجته هذه الحقبة، مسلطة الضوء على التقنيات الفنية والمواضيع التي تناولها المسرحيون في ذلك الوقت.
يُبرز الكتاب أهمية النقد المسرحي كأداة لفهم عميق للمسرح ومساهمته في بناء الوعي الثقافي والفني للمجتمع السوري في تلك الفترة التاريخية. يسلط الضوء على تفاعل النقاد مع الأحداث الاجتماعية والتحولات الفنية، وكيف أثرت تلك التغيرات في المسرح وإنتاجه الفني.
تتميز هذه الدراسة بأنها ليست مجرد توثيق للأحداث، بل هي رحلة فهم وتفسير للمسار الذي سلكه المسرح السوري خلال فترة زمنية حيوية. تعكس صفحاتها البحثية تفاني الكاتبة في استقصاء وتحليل التفاصيل، مما يجعلها مصدراً قيماً للباحثين وعشاق المسرح على حد سواء، حيث تفتح أفقاً جديداً لفهم تطور المسرح في سورية وتأثيراته على الساحة الثقافية والفنية.