حركة الجنين في الشهر السابع من الحمل
تعتبر حركة الجنين في رحم أمه من أبرز الظواهر التي تميز رحلة الحمل، وتعد بمثابة مؤشر على صحة الجنين ونموه. وعند وصول المرأة إلى الشهر السابع من الحمل، تكون تجربة حركة الجنين أكثر وضوحًا وتعقيدًا مقارنة بالأشهر السابقة. في هذا المقال، سوف نتناول بشكل مفصل حركة الجنين في الشهر السابع من الحمل من حيث تطور الحركة، العوامل المؤثرة عليها، وكيفية التعامل مع هذه الحركات.
تطور حركة الجنين في الشهر السابع من الحمل
يبدأ الجنين في الشهر السابع من الحمل في النمو بشكل ملحوظ، ويزداد نشاطه داخل الرحم. في هذا الشهر، تتراوح حركة الجنين بين الركلات، الحركات الخفيفة، والدورانات التي قد تشعر بها الأم. يبدأ الجنين في أن يصبح أكثر قدرة على التحكم في عضلاته وحركاته، حيث تنمو عضلاته وعظامه بشكل أكبر، مما يزيد من قدرة الجنين على تحريك أطرافه.
يتراوح شكل الحركات التي يمكن أن تشعر بها الأم بين الركلات المتقطعة والاندفاعات العنيفة التي قد تكون مؤلمة أحيانًا، وقد تختلف من امرأة إلى أخرى. في بداية الشهر السابع، قد تشعر الأم بحركات خفيفة تشبه الدغدغة أو التنميل، ولكن مع مرور الأيام، تصبح الحركات أكثر قوة ووضوحًا.
في بعض الأحيان، قد تكون حركة الجنين في الشهر السابع أكثر وضوحًا خلال فترات معينة من اليوم، مثل بعد تناول الطعام أو عندما تكون الأم في وضع مريح. وقد تشعر الأم بحركة الجنين بشكل أكبر عندما تكون مستلقية على ظهرها أو جالسة بهدوء، حيث أن الحركة تكون أكثر وضوحًا في هذه الأوقات.
أسباب زيادة حركة الجنين في الشهر السابع
تتعدد الأسباب التي تساهم في زيادة حركة الجنين في الشهر السابع، ومنها:
-
نمو الجنين: مع اقتراب موعد الولادة، ينمو الجنين بشكل أسرع، مما يزيد من فرصه في التحرك داخل الرحم. تبدأ العضلات والأعصاب في اكتساب القوة، مما يسمح للجنين بإجراء حركات أكثر تنسيقًا.
-
زيادة المساحة داخل الرحم: في هذا الشهر، يكون الرحم قد نما بما يكفي لاستيعاب الجنين بشكل مريح نسبيًا، مما يسمح له بالتحرك بحرية أكبر مقارنة بالشهور السابقة.
-
حالة الأم الصحية: إذا كانت الأم بصحة جيدة، فإن هذه الحالة تساهم في زيادة نشاط الجنين. قد يشعر الجنين بحالة الأم النفسية أيضًا؛ فإذا كانت الأم هادئة ومسترخية، قد يزيد نشاط الجنين بشكل أكبر.
-
التفاعل مع الأطعمة: تتأثر حركة الجنين أيضًا بما تتناوله الأم من أطعمة. بعض الأطعمة قد تؤدي إلى زيادة نشاط الجنين، خاصة تلك الغنية بالكربوهيدرات، أو الأطعمة التي تحتوي على مواد قد ترفع من مستوى الطاقة.
-
وضعيات الأم: الوضعيات التي تتخذها الأم خلال اليوم قد تؤثر في حركة الجنين. على سبيل المثال، قد تصبح الحركات أكثر وضوحًا عندما تكون الأم مستلقية على جانبها أو جالسة في وضع مريح.
متى يجب أن تشعر الأم بقلق بسبب حركة الجنين؟
على الرغم من أن حركة الجنين في الشهر السابع تعتبر أمرًا طبيعيًا للغاية، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تتطلب اهتمامًا طبيًا. إذا لاحظت الأم أي تغييرات غير طبيعية في نمط حركة الجنين، مثل قلة الحركات أو توقفها لفترة طويلة، يجب استشارة الطبيب فورًا.
من بين الحالات التي قد تشير إلى وجود مشكلة في حركة الجنين:
-
قلة الحركة المفاجئة: إذا لاحظت الأم أن حركة الجنين أصبحت أقل بكثير من المعتاد أو توقفت تمامًا لفترة طويلة، يجب أن تتوجه للطبيب. في بعض الحالات، قد تكون قلة الحركة مؤشرًا على وجود مشكلة في صحة الجنين مثل قلة وصول الأوكسجين إليه.
-
الحركات المؤلمة أو المفاجئة: إذا كانت حركة الجنين شديدة الألم أو مفاجئة، قد يكون هناك سبب طبي يدعو للقلق، مثل وضعية الجنين غير المناسبة أو مشاكل في الحبل السري.
-
التشنجات أو الألم المستمر: في حال كانت الأم تشعر بتشنجات قوية أو ألم مستمر بجانب الحركات المعتادة للجنين، قد يكون من المهم إجراء فحص للتأكد من عدم وجود مشكلة طبية تؤثر على الحمل.
-
الحركة الزائدة جدًا: في بعض الأحيان، قد يكون الجنين نشطًا للغاية بشكل غير طبيعي، وهذا قد يدل على وجود مشاكل مثل التسمم الحملي أو نقص الأوكسجين.
العوامل المؤثرة في حركة الجنين
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في حركة الجنين في الشهر السابع. هذه العوامل تتضمن:
-
حالة الأم النفسية: من المعروف أن الحالة النفسية للأم تؤثر بشكل كبير على حركة الجنين. إذا كانت الأم متوترة أو في حالة من القلق الشديد، فقد يتأثر الجنين بذلك ويكون أقل نشاطًا.
-
النظام الغذائي: ما تأكله الأم يمكن أن يؤثر على حركة الجنين. تناول الطعام الغني بالعناصر المغذية مثل البروتينات والكربوهيدرات قد يؤدي إلى زيادة نشاط الجنين.
-
الوزن: الأم التي تعاني من زيادة الوزن قد تشعر بحركات الجنين بشكل أقل بسبب الدهون الزائدة التي قد تعيق الشعور بالحركات.
-
موقع المشيمة: في حالة وجود مشيمة أمامية، قد يؤثر ذلك في درجة وضوح حركة الجنين. حيث يمكن أن تكون المشيمة الأمامية بمثابة “وسادة” تخفف من شدة الحركات التي تشعر بها الأم.
-
التمارين الرياضية: ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي يمكن أن تساعد في تحفيز حركة الجنين، حيث يساعد تحفيز الدورة الدموية في تحفيز النشاط داخل الرحم.
كيف يمكن للأم التعامل مع حركة الجنين؟
-
الراحة: في الشهر السابع، من المهم أن تأخذ الأم فترات راحة منتظمة. يمكن أن يساعد الاستلقاء في وضع مريح في تحفيز حركة الجنين.
-
التواصل مع الجنين: بعض الأمهات قد يلاحظن أن التحدث مع الجنين أو الاستماع إلى موسيقى هادئة قد يزيد من نشاطه. هذه الأنشطة تعتبر جزءًا من التفاعل العاطفي مع الجنين.
-
متابعة الأنماط: من المفيد للأم أن تتابع نمط حركة الجنين وأن تأخذ ملاحظات حول الوقت والظروف التي تحدث فيها الحركات، وذلك لمتابعة أي تغيرات قد تطرأ.
-
استشارة الطبيب: إذا كانت الأم تشعر بأي تغييرات غير طبيعية في حركة الجنين، من الضروري أن تتوجه للطبيب للحصول على فحص دقيق.
خلاصة
تعد حركة الجنين في الشهر السابع من الحمل من المؤشرات الأساسية على صحة الجنين وتطوره. في هذا الشهر، تبدأ الحركات في الظهور بشكل أكثر وضوحًا، وقد تصبح أكثر تنوعًا. مع تقدم الحمل، يصبح الجنين أكثر قدرة على التحرك داخل الرحم، وتزداد حركة الأطراف بفضل النمو السريع للعضلات والعظام. ومع ذلك، يجب على الأم متابعة أي تغييرات غير طبيعية في حركة الجنين والتوجه للطبيب في حالة حدوث أي قلق بشأن ذلك.
