الحرب الفرنسية التايلاندية، المعروفة أيضًا بـ “حرب التسلسلات الحدودية”، كانت صراعًا عسكريًا استمر من الأول من أكتوبر عام 1940م حتى الحادي والثلاثين من يناير عام 1941م بين فرنسا وتايلاند. تمت هذه الحرب بسبب النزاعات الحدودية بين فرنسا وتايلاند حول المناطق الحدودية في منطقة لاوس.
تأتي هذه الفترة في ظل التوترات السياسية والاقتصادية في جنوب شرق آسيا، حيث كانت الإمبراطورية اليابانية تتوسع بسرعة في المنطقة. وبينما كانت فرنسا مشغولة في أوروبا بالحرب العالمية الثانية، استغلت تايلاند هذه الفترة للمطالبة بالأراضي التي كانت تدين بحقها وتفرض سيطرتها عليها.
بدأت التوترات بين البلدين في عام 1940م عندما طالبت تايلاند بإعادة تقييم اتفاقية فرنسا التايلاندية لعام 1893م، التي حددت الحدود بين لاوس وتايلاند. رفضت فرنسا هذا الطلب، مما أدى إلى اندلاع الصراع المسلح.
اندلعت الاشتباكات في منطقة لاوس، حيث تمكنت تايلاند من تحقيق تقدمات مبكرة. ومع ذلك، تمكنت فرنسا فيما بعد من تكثيف قواتها واستعادة المبادرة، وقامت بتوسيع النزاع لتشمل المعارك البرية والبحرية والجوية.
وصل الصراع إلى ذروته في ديسمبر عام 1940م، عندما شنت القوات الفرنسية هجومًا واسعًا على تايلاند، وتمكنت من تحقيق تقدمات كبيرة. أدى هذا الهجوم إلى توقيع هدنة في 28 يناير 1941م، وانتهت الحرب باتفاقية سلام باريس في 9 مارس 1941م.
بموجب هذه الاتفاقية، استعادت تايلاند بعض الأراضي التي خسرتها في الماضي، وكذلك استعادت السيطرة على بعض المناطق في لاوس وكمبوديا. كما اتفق البلدان على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بينهما، وذلك في ظل التغيرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.