تمتلك هيلين توماس، المراسلة الأسطورية والمؤلفة الأكثر مبيعًا، تجربة فريدة وممتدة لأكثر من ستين عامًا في تغطية السياسة في واشنطن، وقد شهدت معها مجموعة من التغييرات الجوهرية في كيفية جمع الأخبار وتقديمها. لقد ذهبت أيام الاتصال المباشر المتكرر مع الرئيس. الآن، يرى الصحفيون الرئيس فقط في مؤتمرات صحفية محكمة ومنظمة بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، ترى توماس تراجعًا متزايدًا – ومثيرًا للقلق – في استعداد الصحفيين لاستجواب المتحدثين الحكوميين واستكشاف الحقيقة. النتيجة كانت فشلا عامًا من قبل الصحفيين في الوفاء بما يمكن اعتباره دورهم الأكثر حيوية في الحياة الأمريكية المعاصرة – أن يكونوا حراس الديمقراطية. الصحفيون اليوم، وفقًا لتوماس، أصبحوا كلابًا ذليلة ومهزولة.
هنا، تقدم الصحفية الأسطورية والمؤلفة الأكثر مبيعًا مانيفيستو صارمًا حول التراجع الحاد في جودة وأخلاقيات التغطية السياسية – وتطلق نداءً حاسمًا للتغيير. تواجه توماس بعض أهم القضايا في الوقت الحالي، بما في ذلك سجن الصحفيين، والانحياز المحافظ في تغطية الأخبار التلفزيونية، والإصرار المتزايد للإدارة على “إدارة” الأخبار. ولكنها أكثر إصرارًا على فشل الصحفيين في الاستفسار بشكل كاف عن الرئيس جورج بوش والمتحدثين الرسميين في البيت الأبيض حول التصعيد نحو غزو العراق، وعلى مواضيع تتنوع من الأمن الداخلي إلى الاقتصاد. كان هذا، تصر على ذلك، خطأ فادحًا.
باستناد إلى معرفتها الفريدة بالصحافة والسياسة في واشنطن، وتسعة إدارات رئاسية، بالإضافة إلى مقابلات صريحة مع الصحفيين البارزين الذين مروا ويمرون، تزود توماس القراء برؤية تاريخية غنية حول جذور الصحافة الأمريكية، والظروف التي رافقت ارتفاع وانخفاض عصرها الذهبي، وطبيعة ونتائج نقائصها الحالية. النتيجة هي حوار قوي ومفتح للعين حول حالة التغطية السياسية – فضلاً عن طلب مرحب وملهم لإصلاح معنوي ودائم.