“حديقة الساموراي” هو عمل أدبي مميّز من تأليف الكاتبة غايل تسوكياما، تأخذنا في رحلة فريدة عبر الزمن والثقافات، حيث ترسم لنا قصة مؤثرة تجمع بين الصين واليابان في زمن الغزو الياباني للصين في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي.
تدور أحداث الرواية حول ستيفن، رسام صيني في العشرين من عمره، الذي يُرسَل إلى منزل عائلته الصيفي في قرية ساحلية يابانية للتعافي من مرض السل الذي ألمّ به. هناك، يعتني به ماتسو، خادم المنزل الذي يتمتع بالصمت والتواضع، إلى جانب كونه خبيرًا في فن الحدائق اليابانية. خلال هذا العام الاستثنائي، يتعلم ستيفن سرّ ماتسو، ولا يكتسب فقط القوة الجسدية، بل يكتشف أيضًا رؤى روحية عميقة.
ماتسو هو ساموراي في عالم الروح، رجل مكرس لفعل الخير واكتشاف الجمال في عالم قاس وعشوائي، وستيفن هو تلميذ نبيل، يتعلم تقدير طريقة حياة ماتسو الكريمة والمُغذّية، ويحب روح شريكة ماتسو، الرقيقة ساتشي، امرأة تعاني من مرض الجذام.
تُعتبر “حديقة الساموراي” عملًا أدبيًا يندرج تحت فئة الخيال التاريخي العام، حيث تعكس غايل تسوكياما ببراعة الحقبة التاريخية الصعبة والمعقدة وتجسّد شخصياتها بأبعادها الإنسانية المتعددة. صدرت الرواية عن دار النشر “St. Martin’s Griffin” في شهر أبريل من عام 1992، ولاقت استحسانًا واسعًا من القرّاء والنقاد على حد سواء.
في نهاية الحكاية، تبقى “حديقة الساموراي” ليست مجرد رواية عن الحب والصداقة والتعافي، بل هي عمل يستحضر الجمال والروحانية والعمق في كلمة، متركزة على قصة تأملات الروح ورحلة النضوج والتغيير التي يخوضها الشخصيات في عالم مليء بالتحديات والألم والجمال في الوقت ذاته.