5 أنواع من الرجال تبحث عنها كلّ امرأة

في عالم العلاقات الإنسانية، تلعب السمات الشخصية دوراً محورياً في جذب الشريك المناسب، وتحديد نجاح العلاقة أو فشلها. وقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أن النساء ينجذبن إلى أنواع محددة من الرجال، ليس فقط بناءً على الجاذبية الشكلية أو المكانة الاجتماعية، بل بدرجة أكبر بناءً على القيم والمبادئ والسلوكيات التي يعبر عنها الرجل في حياته اليومية. فالرجل الذي يُظهر اتزاناً عاطفياً، ونضجاً فكرياً، ووعياً اجتماعياً، يكون غالباً في مقدّمة من تبحث عنهم المرأة لتأسيس علاقة عاطفية مستقرة ومستدامة.

إن معرفة أنواع الرجال الذين تنجذب إليهم النساء تساعد على فهم أعمق للتوقعات العاطفية والاحتياجات النفسية التي تسعى النساء إلى تلبيتها من خلال العلاقة. ويمكن تقسيم هذه الأنواع إلى خمس شخصيات رئيسية تشترك في عدد من الصفات الجوهرية، التي تدلّ على القوة، الأمان، التفهّم، والطموح. في هذا المقال، يتم التطرّق بشكل معمّق إلى هذه الأنواع الخمسة، مع تحليل علمي ونفسي لكلّ منها، مدعوم بالأمثلة الواقعية والسياقات الاجتماعية والثقافية.

أولاً: الرجل الداعم نفسيّاً وعاطفيّاً

من أبرز الصفات التي تبحث عنها المرأة في الرجل هي القدرة على تقديم الدعم العاطفي، إذ أن المرأة بطبيعتها كائن حساس ويميل إلى التعبير عن مشاعره بوضوح. لذا، فإن الرجل الذي يتمتع بقدرة على الإصغاء، والتفاعل بتعاطف، والتفهّم من دون أحكام مسبقة، يُشكّل نوعاً من الطمأنينة التي تحتاجها المرأة في علاقتها.

الرجل الداعم ليس مجرد مستمع جيد، بل هو شريك يُشعر المرأة بأنها مسموعة ومفهومة ومقبولة كما هي، في نقاط قوتها وضعفها على حدّ سواء. هذا النوع من الرجال يكون غالباً ناضجاً من الناحية النفسية، ولديه وعي ذاتي عالٍ، كما أنه لا يهدد المرأة عند تعبيرها عن مشاعر الحزن أو القلق أو التوتر.

هذا الدعم لا يقتصر فقط على الكلمات، بل يظهر في الأفعال الصغيرة اليومية: كأن يلاحظ مزاجها المتغيّر، أو يبادر لتقديم المساعدة عندما تكون مرهقة، أو يحرص على التواجد عند الأحداث الهامة في حياتها. وتؤكّد الأبحاث في علم النفس الإيجابي أن الدعم العاطفي المتبادل يُعدّ من أقوى العوامل التي تعزز رضا الطرفين في العلاقة الزوجية، وتطيل من عمر العلاقات طويلة الأمد.

ثانياً: الرجل الطموح وصاحب الرؤية المستقبلية

الطموح ليس فقط سعيًا لتحقيق النجاح المهني أو المالي، بل هو نمط حياة يعكس النظرة الهادفة والمثابرة والانضباط الداخلي. تبحث المرأة، في معظم الحالات، عن الرجل الذي يمتلك رؤية واضحة لما يريد تحقيقه في حياته، سواء على الصعيد الشخصي أو العائلي أو المهني.

الرجل الطموح يجذب المرأة لأنه يُمثّل الأمان المستقبلي، ويُعطيها الإحساس بالثقة بأنه قادر على إدارة الظروف، وتجاوز التحديات، وبناء بيئة حياة مستقرة. هذا النوع من الرجال يثير الإعجاب لأنه يتحمّل المسؤولية ولا يخاف من التغيير أو من مواجهة الصعاب.

في المجتمع الحديث، أصبحت المرأة نفسها طموحة وتسعى لتحقيق ذاتها، ولهذا فإنها تميل إلى من يشاركها هذا التوجّه، لا من يحاول تثبيط عزيمتها أو الوقوف في طريق تقدمها. العلاقة بين رجل طموح وامرأة طموحة تكون مبنية على التحفيز المتبادل والدفع نحو الأمام.

كما تشير الدراسات إلى أن الطموح مرتبط بالشعور العالي بالكفاءة الذاتية، وهو ما يعكسه الرجل الطموح من خلال مواقفه وسلوكياته الحياتية. هذا النوع من الرجال يكون غالباً مرناً، واسع الأفق، منفتحاً على التعلّم والتطور، وهي صفات تخلق ديناميكية إيجابية في العلاقة.

ثالثاً: الرجل المُلتزم والمُستقر

الالتزام من القيم التي تعتبرها المرأة حجر الأساس في أي علاقة ناجحة. الرجل المُلتزم لا يعني فقط من يتقدّم للزواج أو يحدّد العلاقة بوضوح، بل هو من يُظهر اتساقاً في سلوكياته، ويثبت بأفعاله أنه جدير بالثقة وقادر على بناء علاقة طويلة الأمد.

هذا النوع من الرجال يتميّز بالصدق، والاستقامة، والانضباط العاطفي، وهو لا يتهرّب من المسؤولية، ولا يتخبّط في قراراته أو يرسل إشارات متضاربة. إنه يتحدث بنضج، ويصون كلمته، ويُظهر استقراراً داخلياً يبعث على الأمان.

تُظهر الإحصائيات السوسيولوجية أن المرأة تميل إلى تفضيل الرجل المستقر خصوصاً في المراحل المتقدّمة من عمرها أو عند التفكير في تأسيس أسرة. ذلك لأن هذا النوع من الرجال يُعطي الشعور بالثقة بأن العلاقة مبنية على أساس صلب، وليس مجرّد اندفاع عاطفي مؤقت.

كما أن الرجل المُلتزم يكون غالباً واضحاً في نواياه، ويحترم الوقت والمجهود العاطفي للطرف الآخر. لا يدخل العلاقة عبثاً ولا يُراوغ في مشاعره. وهو ما يجعل المرأة تشعر بأنها تُعامل بجدية واحترام، لا كمجرد محطة مؤقتة في حياة الرجل.

رابعاً: الرجل المُثقف وواسع الأفق

الثقافة ليست فقط مقدار المعرفة التي يمتلكها الرجل، بل هي أيضاً انعكاس لطريقة تفكيره، ورؤيته للعالم، ونمط حواراته، واهتمامه بالقضايا الكبرى في الحياة. تبحث المرأة، لا سيما في المجتمعات المتقدمة والمتعلمة، عن الرجل المثقف الذي يثري حواراتها ويحفّز فكرها، ويشاركها شغفها بالمعرفة والتطوّر.

الرجل المثقف لا يتحدّث بلغة سطحيّة، بل يستخدم مفردات عميقة وتحليلات دقيقة، ما يجعل النقاشات معه ثرية وملهمة. هو قارئ نهم، مستمع جيد، ومتحدّث لبق، وهذا ما يخلق جواً من الاحترام الفكري المتبادل بينه وبين المرأة.

الثقافة هنا لا تعني فقط الثقافة الأكاديمية، بل تشمل أيضاً الثقافة العاطفية والاجتماعية والروحية. الرجل واسع الأفق يكون قادراً على فهم الخلفيات المختلفة، واحترام التنوّع، والانفتاح على الأفكار الجديدة. وهو ما يجعله شريكاً مثالياً للمرأة التي تبحث عن التجدد والنضج في العلاقة.

كما أن هذا النوع من الرجال يكون عادة أكثر قدرة على حلّ الخلافات بطريقة ناضجة وهادئة، ويستخدم أدوات الحوار بدلاً من العنف أو التهرب، ما يعزز من جودة العلاقة واستمراريتها.

خامساً: الرجل الحنون والإنساني

رغم أن كثيراً من الرجال يحاولون أن يظهروا الجانب القوي والصلب من شخصيتهم، إلا أن المرأة، في أعماقها، تنجذب بقوة إلى الرجل الذي لا يخجل من إظهار الحنان والعطف والرحمة. الرجل الحنون لا يرى في العاطفة ضعفاً، بل وسيلة للتقرّب الإنساني، والتواصل الروحي مع الآخر.

الحنان هو ما يجعل العلاقة تنبض بالحياة. الرجل الحنون هو الذي يُقبّل جبين زوجته بعد يوم متعب، ويحمل عنها أثقال الحياة دون تذمّر، ويُربّت على كتفها حين تنهار، ويُشعرها بأنها ليست وحيدة في مواجهة العالم.

الحنان لا يُقاس فقط بالأفعال الظاهرة، بل أيضاً بالاحترام العميق لمشاعر الآخر، والقدرة على التواجد الصادق والدافئ. إن هذا النوع من الرجال يكون غالباً أباً رائعاً، وشريكاً حقيقياً، وصديقاً مخلصاً.

وقد أظهرت دراسات في علم النفس الاجتماعي أن الحنان في العلاقة الزوجية مرتبط بزيادة معدل الرضا بين الشريكين، وانخفاض مستويات التوتر النفسي، وارتفاع مؤشرات السعادة على المدى الطويل. ولهذا، فإن النساء يبحثن بشكل لاشعوري عن رجل يحتويهنّ بعاطفة صادقة.

مقارنة بين أنواع الرجال الخمسة

تتنوّع رغبات النساء وتختلف من شخصية لأخرى، لكن يبقى القاسم المشترك بينهنّ هو البحث عن رجل يتقاطع في صفاته مع أحد أو أكثر من هذه الأنواع. وفي الواقع، لا يعني ذلك أن كل رجل يجب أن يتحلّى بجميع هذه الصفات في آن واحد، ولكن امتلاك مزيج منها بدرجات متوازنة يجعل الرجل أكثر جاذبية وثقة وتأثيرًا في شريكة حياته.

المصادر:

• Gottman, John M. The Seven Principles for Making Marriage Work. Crown Publishing Group.

• Aron, Arthur et al. “The Self-Expansion Model and Motivation in Close Relationships.” Handbook of Motivation and Cognition Within Close Relationships, 2006.