“حبّة قمح” للكاتب هاشم غرايبة هو عمل أدبي يستحضر بأناقة وعمق ذاكرة الطفولة، تلك الفترة البريئة والمليئة بالأحلام والتساؤلات التي تميّزها. يقوم الكاتب في هذا العمل بتسليط الضوء على جوانب مختلفة من هذه الفترة، ممزوجة برؤية ماركسية وصوفية، تخلق لوحة أدبية فريدة ومثيرة.
من خلال الأحداث والشخصيات التي يقدمها هاشم غرايبة في “حبّة قمح”، ينغمس القارئ في رحلة فريدة من نوعها تعكس رحابة عالم الطفولة وتعقيداتها الفلسفية. يبرز الكاتب إلحاحًا ملحوظًا لاستعادة جمال اللحظة الذي يتمثل في طهارة الكائن وجمال الكون.
في هذا السياق، يستخدم غرايبة مفهوم الطفولة كمرآة تعكس حقيقة الوجود، حيث يظهر الكون ككيان يتقاطع مع تفاصيل الحياة اليومية. ومع ذلك، يظهر الكون في رؤية المؤلف كطيف يمرّ أمام القارئ، يترك خلفه أثر الحلم والوهم، مثل “حبّة قمح” التي ترمز إلى الجمال الهش والقيمة الخفية التي قد لا نلتقطها إلا بعد فقدانها.
وبالنسبة للبُعد الماركسي والصوفي في هذا العمل، يضفيان على القصة طابعًا فلسفيًا مميزًا. المنظور الماركسي يظهر في تسليط الضوء على العلاقة بين الفرد والمجتمع، بينما يمنح البُعد الصوفي للقصة جوًا غامضًا وعميقًا يلامس الروح ويدعو للتأمل.
“حبّة قمح” لهاشم غرايبة يأخذ القارئ في رحلة فكرية وفنية، حيث يجتمع فيها الأدب والفلسفة ليخلقا تجربة فريدة تستحق الاكتشاف. إن اللغة السلسة والغنية التي يتقنها الكاتب تزيد من جاذبية العمل، مما يجعله قطعة أدبية تستحق القراءة والتأمل.