أمراض جلدية

حبة تحت الجلد في الإبط

ظهور حبة تحت الجلد في الإبط: الأسباب، التشخيص، والعلاج

يعد ظهور حبة تحت الجلد في منطقة الإبط من المشكلات الشائعة التي قد تثير القلق لدى الكثيرين، لما تحمله هذه المنطقة من حساسية وأهمية في الحياة اليومية. يمكن أن تكون هذه الحبة بسيطة وغير ضارة، أو دلالة على وجود مشكلة صحية تتطلب اهتمامًا طبيًا. في هذا المقال، سنقدم تحليلًا علميًا موسعًا للظاهرة، مع شرح شامل لأسبابها، وطرق التشخيص، وأحدث أساليب العلاج المتاحة، بالإضافة إلى نصائح للوقاية.


طبيعة منطقة الإبط وأهميتها

منطقة الإبط منطقة حساسة تضم العديد من الغدد العرقية، والغدد اللمفاوية، والأوعية الدموية، والعضلات، بالإضافة إلى بصيلات الشعر. لهذه المكونات دور مهم في وظائف الجسم، مثل تنظيم درجة الحرارة عبر التعرق، والدفاع المناعي، وحركة الذراع. لذلك، فإن ظهور أي كتل أو حبات تحت الجلد في هذه المنطقة يستدعي الاهتمام الجيد للتأكد من طبيعتها.


التعريف بالحبة تحت الجلد في الإبط

تشير الحبة تحت الجلد في الإبط إلى وجود كتلة أو نتوء محسوسة عند اللمس تقع بين طبقات الجلد والأنسجة تحت الجلدية. هذه الحبة قد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة، وقد تختلف في الحجم والشكل، وقد تظهر فجأة أو تتطور ببطء.


الأسباب الشائعة لظهور حبة تحت الجلد في الإبط

1. التهاب الغدد العرقية (Hidradenitis Suppurativa)

يعد التهاب الغدد العرقية من أبرز أسباب ظهور حبات تحت الجلد في الإبط. هذا المرض المزمن يتسبب في انسداد الغدد العرقية والتهابات متكررة، مما يؤدي إلى تكوين كتل مؤلمة ومليئة بالقيح. قد تتطور الحالة إلى خراجات متكررة، وتكون مصحوبة بالاحمرار والتورم.

2. التهاب الغدد اللمفاوية (Lymphadenitis)

الغدد اللمفاوية في الإبط تلعب دورًا رئيسيًا في جهاز المناعة. عند الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، قد تتورم هذه الغدد وتصبح مؤلمة، مما يظهر كحبة صلبة تحت الجلد. التهاب الغدد اللمفاوية قد يكون علامة على عدوى موضعية أو جهازية تستدعي معالجة طبية.

3. الخراج (Abscess)

الخراج هو تجمع قيحي تحت الجلد نتيجة عدوى بكتيرية. يظهر الخراج عادة على شكل كتلة حمراء، متورمة، ومؤلمة تحت الجلد. في منطقة الإبط، قد يحدث الخراج نتيجة لالتهاب بصيلات الشعر أو إصابة جلدية.

4. التهاب بصيلات الشعر (Folliculitis)

التهاب بصيلات الشعر في الإبط يحدث بسبب العدوى البكتيرية أو الفطرية، وغالبًا ما يظهر على شكل حبات صغيرة تحت الجلد مصحوبة بحكة أو ألم. هذا الالتهاب قد يؤدي إلى ظهور حبات مؤلمة متجمعة، وفي بعض الأحيان يتحول إلى خراج.

5. ورم دهني (Lipoma)

الورم الدهني هو كتلة ناعمة غير مؤلمة تتكون من خلايا دهنية تحت الجلد. هذه الأورام حميدة، وعادة لا تشكل خطرًا صحيًا، لكنها قد تزعج من حيث الشكل أو إذا كانت كبيرة الحجم.

6. التهاب الجلد التماسي أو تهيج الجلد (Contact Dermatitis)

التعرض لمواد مهيجة أو حساسية تجاه مزيلات العرق، أو العطور، أو الملابس الضيقة قد يؤدي إلى ظهور تكتلات أو حبات تحت الجلد في الإبط نتيجة التهاب مزمن في الجلد.

7. أورام الغدد اللمفاوية أو أمراض سرطانية

نادرًا ما يكون ظهور حبة تحت الجلد في الإبط علامة على ورم سرطاني، مثل سرطان الغدد اللمفاوية أو سرطان الجلد. في هذه الحالة، تكون الحبة عادة صلبة وغير مؤلمة، وقد تترافق مع أعراض أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر أو تعرق ليلي.


طرق التشخيص الطبية

عند ملاحظة حبة تحت الجلد في الإبط، يبدأ الطبيب عادة بفحص سريري شامل يتضمن:

  • تقييم شكل الحبة، حجمها، وملمسها.

  • فحص الغدد اللمفاوية المحيطة.

  • تقييم الأعراض المصاحبة مثل الألم، الاحمرار، أو الحمى.

الفحوصات المساندة:

  • الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تساعد في تحديد طبيعة الحبة إذا كانت صلبة أو مملوءة بسائل.

  • خزعة الجلد (Biopsy): قد تؤخذ عينة لفحص الأنسجة في الحالات المشكوك فيها، خصوصًا إذا كان هناك احتمال لورم سرطاني.

  • تحاليل دم: للكشف عن علامات التهاب أو عدوى، مثل تعداد الدم الكامل أو اختبار الالتهاب.

  • زراعة القيح (Culture): في حالة وجود خراج لتحديد نوع البكتيريا المسببة.


العلاجات المتاحة وفق السبب

1. علاج التهاب الغدد العرقية

يتضمن العلاج مجموعة من الخيارات الدوائية والجراحية:

  • المضادات الحيوية لتقليل العدوى.

  • مضادات الالتهاب لتخفيف التورم.

  • العناية بالنظافة الشخصية واستخدام مضادات التعرق الموصوفة.

  • في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى استئصال جراحي للغدد المصابة.

2. علاج التهاب الغدد اللمفاوية

يعتمد العلاج على السبب الأساسي:

  • المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية.

  • علاج موجه للعدوى الفيروسية أو الفطرية عند وجودها.

  • مسكنات للألم والراحة.

3. علاج الخراج

يشمل فتح وتصريف الخراج تحت تخدير موضعي مع إعطاء مضادات حيوية مناسبة، مع العناية المستمرة لتجنب عودة العدوى.

4. علاج التهاب بصيلات الشعر

  • غسل المنطقة بمطهرات مخصصة.

  • استخدام مضادات حيوية موضعية أو فموية حسب الحالة.

  • تجنب الحلاقة المفرطة أو استخدام المنتجات الكيميائية القاسية.

5. علاج الورم الدهني

غالبًا لا يحتاج الورم الدهني إلى علاج إلا إذا كان يسبب إزعاجًا، وفي هذه الحالة يمكن استئصاله جراحيًا.

6. علاج التهابات الجلد التماسي

  • تجنب المهيجات.

  • استخدام كريمات مضادة للحساسية أو مضادات الالتهاب.

  • الحفاظ على نظافة المنطقة وترطيبها.

7. متابعة الحالات السرطانية

تتطلب استشارة أخصائي أورام وإجراء فحوصات متقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، مع علاج يعتمد على نوع الورم ومرحلته.


الوقاية من ظهور الحبات تحت الجلد في الإبط

  • الاهتمام بالنظافة الشخصية وتنظيف الإبط بانتظام.

  • تجنب استخدام مزيلات عرق أو عطور تحتوي على مواد مهيجة.

  • ارتداء ملابس فضفاضة تسمح بتهوية المنطقة.

  • تجنب الحلاقة الخشنة أو استخدام شفرات قد تسبب التهابات.

  • معالجة أي إصابات جلدية صغيرة فور حدوثها لتجنب العدوى.

  • الحفاظ على وزن صحي لتقليل خطر الإصابة بالتهابات الغدد العرقية.


الجدول التالي يوضح مقارنة بين الأسباب الشائعة للحبة تحت الجلد في الإبط مع الأعراض المميزة وطرق العلاج:

السبب الأعراض المميزة التشخيص العلاج
التهاب الغدد العرقية كتل مؤلمة، احمرار، خروج قيح فحص سريري، تصوير بالموجات فوق الصوتية مضادات حيوية، مضادات التهاب، جراحة في الحالات الشديدة
التهاب الغدد اللمفاوية تورم الغدد، ألم، حمى أحيانًا فحص سريري، تحاليل دم مضادات حيوية، علاج السبب الأساسي
الخراج كتلة مؤلمة متورمة، احمرار، حرارة فحص سريري، زراعة القيح فتح وتصريف، مضادات حيوية
التهاب بصيلات الشعر حبات صغيرة مؤلمة أو حاكة فحص سريري مضادات حيوية، تنظيف المنطقة
الورم الدهني كتلة ناعمة غير مؤلمة فحص سريري، خزعة إذا لزم الأمر استئصال جراحي إذا مزعج
التهاب الجلد التماسي احمرار، حكة، تهيج الجلد فحص سريري تجنب المهيجات، كريمات مضادة للحساسية
أورام سرطانية كتلة صلبة غير مؤلمة، فقدان وزن، أعراض أخرى فحوصات متقدمة، خزعة علاج متخصص حسب نوع الورم

الخلاصة

ظهور حبة تحت الجلد في الإبط قد يكون نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب تتراوح بين التهابات بسيطة، أورام حميدة، وحالات طبية أكثر تعقيدًا. لذلك، من الضروري تقييم الحالة بدقة، وعدم تجاهل الأعراض المصاحبة التي قد تشير إلى ضرورة التدخل الطبي السريع. المعرفة الجيدة بالأسباب والعوامل المؤثرة تمكن من اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة للحفاظ على صحة المنطقة وجودة الحياة بشكل عام.


المصادر والمراجع

  1. James, William D., et al. Andrews’ Diseases of the Skin: Clinical Dermatology. 13th Edition, Elsevier, 2019.

  2. Habif, Thomas P. Clinical Dermatology: A Color Guide to Diagnosis and Therapy. 6th Edition, Elsevier, 2015.