حالات صحية مزمنة تزيد خطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 (كورونا)
في ظل تفشي جائحة فيروس كوفيد-19، بات من الواضح أن بعض الأفراد يعانون من مخاطر أكبر للإصابة بمضاعفات خطيرة عند تعرضهم لهذا الفيروس. على الرغم من أن فيروس كوفيد-19 قد يؤثر على الجميع، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو أمراض مصاحبة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة قد تهدد حياتهم. في هذا المقال، نستعرض الحالات الصحية المزمنة التي تزيد من خطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 وتأثير هذه الأمراض على مسار الإصابة بالفيروس.
1. أمراض القلب والأوعية الدموية
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من أبرز الحالات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات فيروس كوفيد-19. الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، قصور القلب، أمراض الشرايين التاجية، أو أي نوع من أمراض القلب قد يكونون أكثر عرضة لتطور حالات خطيرة في حال الإصابة بفيروس كوفيد-19.
تتمثل المشكلة الرئيسية في أن الفيروس قد يؤدي إلى التهاب في الأوعية الدموية، مما يضع عبئًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية ويزيد من فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبات القلبية. كما أن المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض قد يكونون أكثر عرضة لظهور أعراض حادة عند الإصابة بالفيروس مثل صعوبة التنفس أو فشل الأعضاء.
2. داء السكري
يعد داء السكري من الأمراض المزمنة التي لها تأثير كبير على جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. المرضى المصابون بالسكري، سواء النوع الأول أو الثاني، غالبًا ما يعانون من ضعف في استجابة جهاز المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى، بما في ذلك فيروس كوفيد-19.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط السكري بارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يؤثر على وظيفة الأوعية الدموية ويسهم في حدوث التهابات مزمنة. هذه العوامل تجعل المرضى المصابين بالسكري أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كوفيد-19 مثل الالتهاب الرئوي وفشل الأعضاء.
3. أمراض الرئة المزمنة
الأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة مثل الربو، داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، التليف الرئوي، أو التهاب الشعب الهوائية المزمن هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كوفيد-19. يعاني هؤلاء المرضى من ضعف في وظائف الرئة، مما يزيد من صعوبة التنفس في حال الإصابة بالفيروس.
تتمثل المخاطر بشكل رئيسي في أن فيروس كوفيد-19 يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض التنفسية لدى هؤلاء المرضى، مما يزيد من فرصة الإصابة بالتهاب رئوي حاد، والذي قد يتطلب العلاج في وحدة العناية المركزة. كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة قد يجدون صعوبة أكبر في التعافي من الفيروس مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
4. الأمراض المناعية الذاتية
الأمراض المناعية الذاتية هي حالة يتعرض فيها الجهاز المناعي للهجوم على الأنسجة السليمة في الجسم. وتشمل هذه الأمراض مثل الذئبة الحمامية الجهازية، التهاب المفاصل الروماتويدي، والتصلب المتعدد. في هذه الحالات، يعاني المرضى من اضطرابات في استجابة جهاز المناعة، مما قد يعرضهم للإصابة بعدوى فيروس كوفيد-19.
علاوة على ذلك، غالبًا ما يتناول المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض الأدوية المثبطة للمناعة، مثل الأدوية التي تُستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة. هذه الأدوية قد تقلل من قدرة الجسم على محاربة الفيروسات، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمضاعفات خطيرة إذا تم التعرض للفيروس.
5. أمراض الكلى المزمنة
تؤثر أمراض الكلى المزمنة على قدرة الجسم على التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة، مما يزيد من خطر الإصابة بتسمم الدم وفشل الأعضاء. الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض قد يكونون عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة إذا أصيبوا بفيروس كوفيد-19، حيث أن الفيروس قد يسبب التهابًا في الأنسجة الرئوية ويؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي.
تتمثل المخاطر الإضافية في أن المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة قد يحتاجون إلى غسيل الكلى، مما يعرضهم لمزيد من الفرص للإصابة بالعدوى. مع ضعف قدرة الكلى على العمل، قد يكون من الصعب على الجسم التخلص من السوائل الزائدة أو السموم، مما يضاعف من الضغط على الأعضاء الأخرى.
6. السمنة المفرطة
السمنة المفرطة تعتبر من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات فيروس كوفيد-19. الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم عادة مستويات أعلى من الالتهاب في الجسم، مما يعزز تطور الأمراض المزمنة الأخرى مثل السكري وأمراض القلب. كما أن السمنة تؤثر على وظيفة الجهاز التنفسي، مما يجعل الأشخاص المصابين بها أكثر عرضة لصعوبة التنفس إذا أصيبوا بالفيروس.
تظهر الأبحاث أن السمنة تزيد من فرصة تطور حالات حادة من كوفيد-19، بما في ذلك الحاجة إلى العلاج في وحدة العناية المركزة أو التهوية الميكانيكية. يُعتقد أن السمنة تؤثر على قدرة الجسم على استجابة الفيروس بشكل صحيح، مما يجعل المصابين بها يعانون من نتائج أسوأ مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
7. الأمراض العصبية المزمنة
الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية مزمنة مثل مرض باركنسون، مرض الزهايمر، أو أي حالة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي قد يكونون أكثر عرضة لتطور مضاعفات كوفيد-19. يؤدي مرض باركنسون على سبيل المثال إلى ضعف في التحكم العضلي والتنسيق الحركي، مما قد يجعل من الصعب على الشخص المصاب أن يتعامل مع آثار الفيروس بشكل فعال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المرضى المصابين بالأمراض العصبية قد يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والتعرض لمضاعفات صحية خطيرة.
8. الحمل
على الرغم من أن الحمل ليس من الحالات الصحية المزمنة، إلا أن النساء الحوامل يمكن أن يواجهن مخاطر أكبر عند الإصابة بفيروس كوفيد-19. الحوامل يعانين من تغييرات في جهاز المناعة، والتي قد تزيد من قابليتهن للإصابة بالعدوى. كما أن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الحمل قد تجعل من الصعب على الجسم التكيف مع تأثيرات الفيروس.
بعض الدراسات تشير إلى أن الحوامل المصابات بكوفيد-19 قد يكن أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مثل الولادة المبكرة أو مشاكل في نمو الجنين. لذلك، فإن متابعة الحمل بدقة واتباع إرشادات الوقاية من الفيروسات ضروري في هذه الحالة.
خاتمة
من الواضح أن هناك مجموعة من الحالات الصحية المزمنة التي تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات فيروس كوفيد-19. تتراوح هذه الحالات بين أمراض القلب والأوعية الدموية، داء السكري، أمراض الرئة المزمنة، الأمراض المناعية الذاتية، وأمراض الكلى، وغيرها من الحالات التي تؤثر على جهاز المناعة أو الوظائف الأساسية للجسم.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات، فإنه من الضروري أن يتبعوا التدابير الوقائية بشكل صارم، مثل الالتزام بالتباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامات، والحفاظ على النظافة الشخصية، فضلاً عن متابعة العلاج الطبي المنتظم.
