في السابع والعشرين من يناير عام 1957، شهدت مدينة باريس في فرنسا حادثًا مروعًا أثناء محاولة هبوط طائرة تابعة لشركة الطيران الفرنسية “Air France”، حيث كانت الطائرة تقوم برحلة من تونس إلى باريس. كانت الطائرة من طراز SNCASE SE.2010 Armagnac، مسجلة برقم F-BAVG وبيانات الطائرة كالتالي: على متنها كان يوجد 70 شخصًا، ومنهم لقوا حتفهم اثنان، فيما لم يصب أي شخص على الأرض بأذى.
تحدث الحادث عندما فشلت المحاولة الأولى للطيارين في الهبوط باستخدام نظام الهبوط الآلي المعروف باسم ILS في مطار أورلي. قررت طاقم الطائرة محاولة هبوط ثانية باستخدام توجيه من مراقب الهبوط الآلي الأرضي المعروف باسم GCA. وفي الوقت الذي لم يتمكن فيه الطيارون من رؤية المدرج بوضوح، قاموا بتطبيق الطاقة بالكامل في محاولة للحفاظ على ارتفاع الطائرة. لكن الطائرة استمرت في الهبوط حتى اصطدمت بالأرض بزاوية ميلانية لليمين. تفكك جناح الطائرة الأيمن وانشقت الهيكل الرئيسي إلى أربعة أجزاء.
تشير التحقيقات إلى أن سبب الحادث كان توقف المحركات بسبب تأخر تطبيق الطاقة أثناء الهبوط النهائي وعدم القدرة على مراقبة الارتفاع والسرعة بشكل كافي بعد فقدان الرؤية. هذه المجموعة من الأخطاء الفنية والتقنية أدت إلى ما يعرف بـ “التعلق الهوائي” وفشل في التحكم في حركة الطائرة، مما أدى إلى الحادث المأساوي.
هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية تدريب الطواقم على التعامل مع الظروف الجوية الصعبة وضرورة الالتزام بالإجراءات الصحيحة في حالات فقدان الرؤية، وكذلك على أهمية الصيانة الدورية والتفتيش الدقيق للطائرات لضمان سلامة الرحلات الجوية.