في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1962، وعلى ارتفاع الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي، كانت طائرة من طراز لوكهيد 1049H-82 سوبر كونستيليشن، تحمل رقم الرحلة 923 وتابعة لشركة فلاينغ تايجر لاين، في طريقها من مدينة غاندر بنيوفاوندلاند إلى فرانكفورت بألمانيا، تحلق فوق المحيط الأطلسي الشمالي.
كانت الطائرة تقلّ على متنها 76 شخصًا، ولكن الحادث لم يكن بلا تكلفة، إذ أودى بحياة 28 راكبا منهم. الحادث بدأ عندما اندلع حريق في محرك رقم 3، وبعد لحظات قليلة، بدأت مروحة المحرك رقم 1 في الدوران بسرعة زائدة، وفي رد فعل غير مقصود من قبل مهندس الطيران، تم إغلاق صمام الإطفاء في الجدار الحمايةي للمحرك رقم 1، مما أدى إلى إيقاف تشغيل هذا المحرك. وفي هذا السياق، بدأ المحرك رقم 2 في تطور مشاكل ميكانيكية.
مع استمرار تطور الموقف، ووجود مشاكل في محركي الطائرة، اضطر الطاقم إلى اتخاذ قرار جرئ بالهبوط الاضطراري في البحر، وتحديدًا على بعد نحو 560 ميل بحري غرب شانون في أيرلندا. تمثلت أسباب الحادث في فشل محركين من أصل أربعة محركات على متن الطائرة، بالإضافة إلى التدخل الغير صحيح من قبل مهندس الطيران الذي أدى إلى تعطيل محرك ثالث، وهو ما استدعى إلى إجراء هبوط اضطراري في البحر.
تلك اللحظات كانت عبارة عن تحدٍّ جسيم لطاقم الطائرة، ورغم التحديات التي واجهوها، فقد تمكنوا من إدارة الوضع بحكمة واتخاذ القرارات الصائبة التي أنقذت حياة الكثيرين، ولكن للأسف، لم يكن بالإمكان إنقاذ جميع الركاب.