في الثامن من يوليو عام 1997، شهدت مدينة ميامي في ولاية فلوريدا حادثًا مروعًا حيث كانت طائرة تابعة لشركة Fine Air تقوم برحلة رقم 101A من ميامي إلى سانتو دومينغو. الطائرة، وهي من طراز ماكدونيل دوغلاس DC-8-61F وتحمل الرقم التسجيلي N27UA، كانت تحمل على متنها أربعة أفراد.
وقد وقع الحادث في تمام الساعة 12:36 ظهرًا بالتوقيت المحلي، حيث بدأت الطائرة بالاقتراب للإقلاع، إلا أنها فجأة دخلت في وضعية ارتفاع الأنف، مما أدى إلى الانحراف عن مسارها المحدد، ثم تعرضت للتشنج وسقطت بشكل مأساوي إلى الأرض.
وفقًا لتقرير الحادث، كانت الأسباب واضحة؛ حيث تبين أن الطائرة تم تحميلها بشكل خاطئ مما أدى إلى تحميل الشحنة بشكل يجعل مركز الثقل خلفيًا أكثر من اللازم، مما أدى إلى ضبط زاوية الارتفاع بشكل غير صحيح. وتم تحميل الطائرة بشكل مخالف للمواصفات التي حددها فريق العمل في شركة Fine Air، حيث لم يتم اتباع التعليمات المحددة بشأن التحميل من قبل شركة Aeromar.
وتشير التحقيقات إلى أن السلطات الإدارية المعنية، بما في ذلك الإدارة الفيدرالية للطيران المدني (FAA)، لم تقم بمراقبة عملية التحميل بشكل كافٍ، ولم تضمن أن تم تصحيح العيوب المتعلقة بالشحنات المعروفة في شركة Fine Air.
تلك السلسلة من الأخطاء والإهمال أدت إلى وقوع هذا الحادث الفظيع الذي أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة، وقد كانت دروسه تؤكد على أهمية احترام الإجراءات والمواصفات المحددة والمراقبة الدقيقة لكل خطوة في عملية الطيران، وهو ما يظل محل اهتمام مستمر من قبل السلطات المختصة لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية في المستقبل.