في السابع عشر من سبتمبر عام 1927، وقعت واحدة من الحوادث الجوية الأولى التي وثّقت في تاريخ الطيران التجاري. في مدينة هادلي بولاية نيو جيرسي، وتحديداً فوق سماء هذه البلدة، كانت تعترض الطائرات الأبصار وتوفر رحلات جوية ممتعة للركاب الساعين إلى تجربة إثارة الطيران ومتعة الاستكشاف. ومع ذلك، لم يكن هناك ما هو ممتع في هذا اليوم المشمس، حيث تصادمت الحلم بالواقع بطريقة مروعة.
كانت شركة “رينولدز إير وايز” تدير هذه الرحلة، والتي كانت متخصصة في توفير جولات الطيران السياحية للمغامرين والراغبين في استكشاف مناظر الطبيعة الجميلة من السماء. وفي ذلك اليوم، استقلت طائرة “فوكر إف-سبعة”، وهي طراز مشهور بقوته ومتانته في الطيران، حيث كانت تحمل على متنها 12 راكبًا.
وبينما كانت الطائرة ترتفع في السماء، لم تكن تتوقع الركاب أو الطاقم المروحية المألوفة للمحركات. لقد واجهوا مواجهة مأساوية عندما فشل محرك الطائرة فجأة على ارتفاع 400 قدم. كانت الطائرة قد فقدت قوتها الطائرة وانخفضت بشكل مفاجئ وحاد، مما أدى إلى ارتطامها بالأرض بقوة في بستان تفاح قريب. وللأسف، بلغ عدد الضحايا 7 أشخاص من بين الركاب الذين كانوا يتطلعون إلى يوم من المرح والمغامرة.
يعود سبب الحادث الفظيع إلى فشل محرك الطائرة، والذي جعل الطائرة تفقد السيطرة وتصطدم بالأرض. ومن الواضح أن الطيار كان غير ملم بنوعية الطائرة وربما لم يكن على دراية كافية بطريقة التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة. وهذا ما تسبب في تكبد خسائر فادحة للحياة والممتلكات.
تمثل هذه الكارثة تذكيرًا مؤلمًا بأهمية التدريب الجيد لأفراد الطاقم والتحضير الجيد قبل تشغيل أي نوع من أنواع الطائرات، فالتعامل مع حالات الطوارئ يتطلب مهارات خاصة وتدريباً دقيقاً. وقد تركت هذه الكارثة بصمة مؤلمة في تاريخ الطيران، مما دفع بصناعة الطيران إلى تعزيز معايير السلامة والتدريب لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.