في يوم السادس من أغسطس عام 1913، شهدت مقاطعة فيكتوريا بكولومبيا البريطانية في كندا حادث طائرة مأساوي، يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الطيران الكندي. الحادث أخذ يتكشف عندما كان الطيار الأمريكي جون إم. برايانت، المعروف بأنه أحد رواد فن الطيران في ولاية كاليفورنيا، يحلق بطائرته من طراز “كيرتيس سيبلين” (Curtiss seaplane) بأجواء المنطقة.
كانت هذه الرحلة الجوية تابعة لرحلات الاستعراض الجوي التي كان يقيمها برايانت، الذي كان يعتبر من بين أوائل الأشخاص الذين قاموا بجولات العروض الجوية المعروفة باسم “بارنستورمينغ” (barnstorming)، والتي كانت تعتمد على قيام الطيارين بأداء حركات استعراضية خطرة ومثيرة في السماء أمام الجماهير.
للأسف، لم يكتمل هذا العرض الجوي بسلام، حيث أن الطائرة التي كان يقودها برايانت تعرضت لحادث مأساوي أدى إلى وفاته. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تقارير دقيقة تفصل حول أسباب الحادث، فقد يكون ناتجًا عن خلل فني في الطائرة أو بسبب خطأ في التقنية الطيرانية أثناء العرض الجوي.
هذا الحادث ليس فقط تاريخيًا بوصفه أول حادث طائرة مميت في كندا، بل كان أيضًا مفجعًا لأنه أخذ يبين للعالم أن مجال الطيران، الذي كان لا يزال في مراحله الأولى من التطور، يحمل في طياته مخاطر جسيمة وأن السلامة الجوية تحتاج إلى جهود مستمرة للتحسين والتطوير.
إن وفاة جون برايانت في هذا الحادث تذكرنا بالمخاطر التي كان يتعرض لها الرواد الأوائل في عالم الطيران، وتظل تحية لشجاعتهم وتضحياتهم التي ساهمت في بناء قاعدة قوية لصناعة الطيران الحديثة التي نعرفها اليوم.