في العاشر من أكتوبر عام 2000، وفي تمام الساعة الثانية واثنتين وخمسين دقيقة بتوقيت ويتشيتا، كانت ولاية كانساس موقعًا لحادث تحطم طائرة مروحية مأساوي، حيث كانت الطائرة من طراز كانادير سي إل-600-2ب16 شالنجر 604، التابعة لشركة بومباردييه للصناعات الجوية. تم تصنيف هذا الحادث كحادث تجريبي، إذ كانت الطائرة في رحلة تجريبية بدون رقم رحلة محدد.
وفي تلك الرحلة، كانت الطائرة تحمل على متنها ثلاثة أفراد، لكن الحادث أسفر عن وفاة اثنين منهم، دون وقوع أي إصابات بين الأشخاص على الأرض. تبين أن سبب الحادث كان تسبباً مباشراً لتصرف الطيار بزاوية ارتفاع زائدة أثناء عملية الإقلاع، في ظل وجود توازن خلفي لمركز الثقل أثناء عملية الإقلاع. وقد أدى هذا التصرف إلى تحرك الوقود إلى الخلف أثناء عملية التسارع والإقلاع، مما تسبب في تحرك مركز الثقل للخلف إلى ما وراء حد الثقل الخلفي المسموح به، مما أدى في النهاية إلى حدوث الطيارة وتحطمها في ارتفاع منخفض لا يمكن فيه الاسترداد.
وقد أسهمت عدة عوامل في وقوع هذا الحادث، منها إجراءات التخطيط للرحلات التجريبية التي كانت غير كافية من قبل بومباردييه، بالإضافة إلى غياب المراقبة المباشرة والفورية على الأرض من قبل إدارة الطيران المدني في كندا والإدارة الفدرالية للطيران في الولايات المتحدة. تلك العوامل كلها ساهمت في تفاقم الوضع وحدوث الحادث الأليم الذي أودى بحياة جزء من طاقم الطائرة وأحداث الطائرة ذاتها، ولكنها أيضًا تسلط الضوء على ضرورة تحسين وتطوير إجراءات السلامة والمراقبة في صناعة الطيران لضمان تجنب وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.