في السابع عشر من فبراير عام 1979، وقع حادث طائرة مأساوي في ميناء ماناكاو بنيوزيلندا، وذلك عندما كانت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية النيوزيلندية “Air New Zealand” من طراز فوكر F-27 Friendship 500 في رحلة قادمة من مدينة جيسبورن باتجاه أوكلاند.
الحادث وقع خلال عملية الهبوط، حيث اصطدمت الطائرة بالمياه أثناء تنفيذها لعملية الهبوط بواسطة نظام الهبوط بالأداة المحلي (ILS)، الذي يعتمد على الأجهزة الإلكترونية لتوجيه الطائرة إلى المدرج بشكل آمن، وذلك بالرغم من الظروف الجوية السيئة وتقليل الرؤية.
تبيَّن أن طاقم الطائرة قد تأثر بوهم بصري نتيجة لتقليل الرؤية، مما أدى إلى اعتقادهم بأنهم يحافظون على ارتفاع آمن، وعلى هذا النحو فإنهم فشلوا في مراقبة أجهزة الطيران بشكل كافٍ للتحقق من أن طائرتهم تحافظ على مسار هبوط آمن.
وكان على متن الطائرة إجمالاً أربعة أشخاص، ومن بينهم فقط اثنان نجوا من الحادث، في حين أن شخصين آخرين فارقا الحياة جراء الاصطدام، دون وقوع أضرار بالأرض أو الأملاك.
تحقيقًا في الحادث كشف عن أنه تم تضليل طاقم الطائرة بسبب الظروف الجوية السيئة، وتأثير الوهم البصري الذي جعلهم يظنون بأنهم يقومون بعملية الهبوط بشكل صحيح، بينما كانوا في الواقع في وضعية خطرة، مما أدى إلى الحادث الأليم.
هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية توخي الحذر والالتزام بالإجراءات الأمنية أثناء الطيران، خاصة في ظل ظروف جوية غير ملائمة، حيث يجب على طواقم الطائرات الاعتماد بشكل كامل على الأدوات الإلكترونية والتحقق المستمر لضمان سلامة الرحلة ومنع وقوع حوادث مميتة مثل هذه.