في الثانية عشرة وأربع عشرة دقيقة من مساء يوم الثلاثاء، الثاني عشر من شهر يونيو من العام ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين، كانت السماء فوق مدينة جاكسونفيل في ولاية فلوريدا تشهد واحدة من أكثر الكوارث الجوية رعبًا في تاريخ الطيران. كانت طائرة من طراز Embraer 110P1 Bandeirante تحمل رقم التسجيل N96PB تابعة لشركة Provincetown – Boston Airlines تقوم برحلة رقم 1039 بين جاكسونفيل وتامبا.
بعد إقلاع الطائرة، وبينما كانت تتحلق في سماء فلوريدا، فجأةً انحدرت بشكل شديد إلى الأسفل وانحرفت عن مسارها المخطط، لتنهار وتشتعل بالنيران عندما كانت تبعد حوالي 7,800 قدم بعيدًا عن نهاية المدرج الذي أقلعت منه. وكانت سلسلة الأحداث الفاجعة تعزو إلى عطل في نظام التحكم بالزوايا (الإيفيتور) أو نظام تعديل زاوية الطائرة. حيث أن رد فعل طاقم الطائرة لتصحيح مشكلة التحكم في الميل قد أدى إلى تعريض قضيب التحكم في الإيفيتور الأيسر لإجهاد زائد، مما نتج عنه انحرافًا غير متناظر للإيفيتور وفشل في الإجهاد الزائد لهيكل تثبيت المستقر الأفقي، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة تمامًا واندلاع الحريق.
كان على متن الطائرة مجموعًا 13 شخصًا، وبالأسف الشديد، لقوا جميعهم حتفهم في هذه الكارثة الفظيعة، فيما لم يصب أي شخص على الأرض بأذى نتيجة للحادث. تلك اللحظة شكلت نقطة تحول مؤلمة في تاريخ الطيران، وتجلى فيها بشكل مرير عواقب الأخطاء الفنية واستجابة الطواقم لها في ظل الظروف القاسية التي قد تواجهها الطائرات أثناء الرحلات.