في الخامس من أغسطس عام 1951، وقعت واحدة من الحوادث الجوية التي تعد من بين الأحداث المأساوية في تاريخ الطيران، حيث كانت العوامل المتداخلة تلعب دوراً مهماً في سلسلة الأحداث التي أدت إلى هذا الحادث المأساوي. وقعت هذه الحادثة في مدينة بوردو في فرنسا، عندما كانت طائرة من طراز فيكرز 639 فيكينغ 1 تابعة لشركة “هنتينج إير ترافيل” في رحلتها من بوردو إلى بوفينغدون.
وفي لحظات قليلة بعد إقلاع الطائرة، واجهت مشكلة فنية جسيمة عندما فشل المحرك رقم واحد بشكل مفاجئ. وبسبب هذا الفشل، تعذر على الطيارين الحفاظ على الارتفاع المطلوب، مما أدى إلى اتخاذ قرار بإجراء هبوط اضطراري في حقل قريب.
وفيما بعد، تبين أن سبب فشل المحرك كان بسبب انفصال قضيب التحكم المفصلي لمحافظ الدوران للمروحة، وذلك بسبب عدم وجود دبوس تقسيم على المغزل الرئيسي للمحافظ، مما أدى إلى فك الصمولة الخاصة بالقضيب المفصلي بقوة. وهذه المشكلة التقنية البسيطة تحوّلت إلى واحدة من أكبر الكوارث، حيث تسببت في وفاة شخصين على متن الطائرة، في حين لم تسجل أي إصابات على الأرض.
هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية الصيانة الدورية والتفتيش الدقيق لكافة أجزاء الطائرات، حتى الأجزاء الصغيرة والتي قد تبدو غير هامة. فالإهمال في هذه الجوانب يمكن أن يؤدي إلى كوارث ذات عواقب وخيمة، مما يبرز أهمية الحرص واليقظة في مجال الطيران لضمان سلامة الركاب والطواقم والمسافرين على الأرض.