في تاريخ 17 سبتمبر 1908، في مدينة فورت ماير بولاية فيرجينيا، وقعت واحدة من أهم الحوادث في تاريخ الطيران، حيث كانت الطائرة المعنية طائرة تجريبية تابعة للجيش الأمريكي، وكانت تحمل ضابطا من الجيش ومخترع الطائرة الشهير أورفيل رايت.
كانت الطائرة التي تسببت في هذه الكارثة من طراز “Wright Flyer III”، التي كانت من إنتاج وتطوير الإخوة رايت، والتي كانت في هذا الوقت في مرحلة مبكرة من تطوير التكنولوجيا الطيرانية. وكانت هذه الطائرة تستخدم في عرض تجريبي لإظهار قدرتها على الطيران أمام الجمهور.
أثناء الرحلة التجريبية، وفي ارتفاع يُقدر بحوالي 75 قدمًا، حدثت مشكلة فنية أساسية أدت إلى انهيار الطائرة بشكل مروع. وتشير التقارير إلى أن واحدة من المروحتين المثبتتين على الطائرة تحطمت في الجو، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة بشكل تام. تمزقت الأسلاك التي كانت تثبت دفة الطائرة مع المروحة المتحطمة، مما أدى إلى فقدان السيطرة بشكل كامل على اتجاه الطائرة.
وقعت الطائرة بسرعة هائلة إلى الأرض، مما أسفر عن وفاة الراكب العسكري لواء توماس إي. سيلفريدج، وهو الحادث الذي يُعتبر أول حادث مسجل لوفاة في تاريخ الطيران. بينما نجا أورفيل رايت بجروح بالغة، حيث أصيب بكسور في الضلوع والحوض والساق.
تلك الحادثة كانت تذكيرًا قاسيًا بتحديات تطوير التكنولوجيا الطيرانية في ذلك الوقت، وكانت درسًا مؤلمًا بضرورة تحسين وتطوير الطائرات وضمان سلامة ركابها وطواقمها. ومنذ ذلك الحادث، شهدت صناعة الطيران تطورات هائلة في مجالات السلامة والتصميم، مما أدى إلى تقدم كبير في سلامة الرحلات الجوية وتقليل حوادث الطيران.