حادث طائرة سنغافورة في تايبيه

في يوم الثلاثاء الموافق للحادي والثلاثين من أكتوبر عام 2000، وتحديداً في الساعة الحادية والعشرين والسابعة عشر بتوقيت تايبيه في تايوان، شهدت مطار تايبيه الدولي واحدة من أكثر الحوادث تدميرًا في تاريخ الطيران المدني. كانت شركة سنغافورة للطيران تدير الرحلة رقم 006، والتي كانت متجهة من تايبيه إلى لوس أنجلوس. الطائرة المستخدمة في هذه الرحلة كانت من طراز بوينج B-747-412، والتي كانت مسجلة برقم التسجيل 9V-SPK، وبلغ عدد الركاب الذين كانوا على متنها 179 شخصًا.

وفي ذلك الوقت، كانت ظروف الطقس مترددة للغاية بسبب إعصار “سيانغ ساني”. وقد أصدر إشعار عام بالطيران في 31 أغسطس 2000، يشير إلى أن المدرج 05R سيُغلق بسبب أعمال البناء بين 13 سبتمبر و22 نوفمبر. ومع ذلك، بعد وصول الطائرة إلى نهاية ممر الطيران NP، قامت الطائرة بالتوجه إلى ممر الطيران N1 ثم قامت بالدوران 180 درجة على المدرج 05R وبدأت عملية الإقلاع. وبعد مرور حوالي 3.5 ثانية من الوصول إلى سرعة V1، اصطدمت الطائرة بمعدات البناء على المدرج، وسقطت مرة أخرى إلى الأرض وانكسرت واندلعت في النيران.

كانت الأسباب والظروف المؤدية إلى هذه الكارثة متعددة. فقد تبين أن إحدى الأضواء المستخدمة لتوجيه الطائرة إلى المدرج الصحيح كانت غير مشتغلة، وأخرى كانت باهتة. كما كانت المطار تفتقر إلى “أضواء الحراسة” التي تستخدم لمساعدة الطيارين على التنقل من ممر الطيران إلى المدرج الصحيح خلال فترات الرؤية الضعيفة. وفيما يتعلق بالتنظيمات الدولية، كان من الواجب وضع علامة X بيضاء كبيرة على الأرض عند مدخل المدرج المغلق، ولكن لم يتم ذلك في هذه الحالة بسبب استمرار فتح المدرج للتاكسي. وهذا الأمر نفسه كان محل جدل، حيث أن المدرج ظل مفتوحًا لعمليات التاكسي.

تسبب هذا الحادث في وفاة 83 شخصًا على متن الطائرة، فيما لم يُصب أي من الأشخاص على الأرض بأذى. وقد بدأت التحقيقات بعد هذا الحادث لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل.