في يوم الخميس، الموافق للثالث والعشرين من فبراير عام 1955، وقعت واحدة من الحوادث الجوية التي أثارت الحزن والتأثير في العالم، حيث شهدت ساليسبري في زيمبابوي مأساة تتعلق بطائرة من طراز دوغلاس DC-3 التابعة لشركة الطيران الوسط أفريقية.
كانت الساعة تشير إلى الساعة التاسعة والعشرين صباحًا عندما بدأ الطيار في إقلاع الطائرة بعدما شوهد دخان في قمرة القيادة. وبعد اكتشاف وجود الدخان، قام الطيار بسحب عجلات الهبوط، ولكنه لم يستطع الاستمرار في الإقلاع بشكل آمن. حاول الطيار الهبوط ببطن الطائرة بدون استخدام العجلات.
ومع أن الطيار بذل جهوداً جبارة لإنقاذ الطائرة وركابها، إلا أن الأمور تطورت بشكل مأساوي، حيث انفصلت مراوح الطائرة عن محورها واخترقت هيكل الطائرة، ما أدى إلى وفاة مهندس الطيران. ويُعتقد أن سبب الحادث يعود إلى وجود كمية كبيرة من الدخان في مقصورة طاقم الطائرة، مما جعل الطيار يشعر بالقلق من احتمالية نشوب حريق، ودفعه للهبوط الفوري دون فتح العجلات.
وبعد التحقيق، تبين أن وجود الدخان كان ناتجًا عن كسر في خرطوم مطاطي على محرك الطائرة الأيسر، يربط صندوق الصمامات في إحدى الأسطوانات السفلية بصندوق التجميع، مما أدى إلى دخول الدخان إلى حجرة العجلة ومن ثم إلى مقصورة الطاقم.
هذا الحادث أسفر عن وفاة شخص واحد من بين الـ 26 راكبًا على متن الطائرة، ولم تسجل أي إصابات بين الأشخاص على الأرض.
بعد هذه المأساة، أُجريت تحقيقات مكثفة لتحديد الأسباب الدقيقة وراء الحادث، واتُخذت إجراءات وقائية وتقنية لضمان تفادي حوادث مشابهة في المستقبل، مما يبرز أهمية دراسة وتحليل الحوادث الجوية لتعزيز سلامة الطيران في جميع أنحاء العالم.