في العاشر من أبريل عام 1992، وفي تمام الساعة 17:35 بالتوقيت المحلي، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية رعبًا في تاريخ هولندا، حيث تعرضت طائرة من طراز بوينغ B-747-258F تابعة لشركة “إل عال” (El Al)، تقوم برحلة رقم 1862 من مطار سكيبول في أمستردام إلى تل أبيب في إسرائيل، لحادث مأساوي أسفر عن مقتل جميع الركاب وأكثر من أربعين شخصًا على الأرض.
الطائرة كانت تحلق على ارتفاع حوالي 6,500 قدم بعد إقلاعها من مطار سكيبول، عندما فاجأت الطائرة مشكلة فنية خطيرة، حيث فصل المحرك رقم 3 بشكل مفاجئ مع جناح الطائرة، مسببًا أضرارًا خطيرة في الجناح الأيمن. ولم يكتف الأمر بذلك، بل تسبب فصل المحرك رقم 3 في انفصال المحرك رقم 4 والتثبيت معه عن الجناح أيضًا. حاول الطاقم بشكل يائس العودة إلى المطار، لكن سوء الحظ جعل الطائرة تصطدم بمبنى مكون من 11 طابقًا في منطقة بيجلمير السكنية.
تبين لاحقًا أن سبب انفصال المحرك كان نتيجة تعب (تآكل) في إحدى دبابيس التثبيت الداخلية للجناح، مما أدى إلى فقدان المحرك رقم 4 والتثبيت معه وأضرار في العديد من الأنظمة الأخرى، وفي النهاية فقدان السيطرة على الطائرة.
تم اكتشاف أن تصميم وشهادة تثبيت المحرك على الطائرة كانت غير كافية لتوفير المستوى المطلوب من السلامة، وفشلت النظم المخصصة لضمان سلامة الهيكل بواسطة الفحص. وقد أسفر هذا الحادث المأساوي عن تغييرات كبيرة في معايير سلامة الطيران وفي إجراءات التفتيش والصيانة لضمان تجنب حوادث مماثلة في المستقبل.
للمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على التقرير الرسمي للحادث من قبل هيئة الطيران المدني الهولندية على الرابط التالي:
تقرير حادث El Al رقم 1862