في الخامس من أكتوبر عام 1918، وقعت واحدة من أكثر الحوادث المأساوية في تاريخ الطيران، حيث كانت زيبلين L-70 تحلق فوق جزيرة هلجولاند في ألمانيا. كانت الزيبلين، التي تابعة للبحرية الألمانية، تحمل على متنها طاقما عسكريا بلغ عددهم 22 شخصا.
ومع الأسف، لم يكن للرحلة مصير جيد، حيث تعرضت لهجوم مباغت من قبل طائرات بريطانية. بعد أن أطلقت الطائرات البريطانية النار عليها، اضطرت الزيبلين للهبوط بشكل اضطراري من ارتفاع يقدر بحوالي 17,000 قدم. ونتيجة لذلك، لقي جميع من كانوا على متن الزيبلين حتفهم، حيث بلغت حصيلة الضحايا الفادحة 22 شخصا.
هذا الحادث لم يكن مجرد حادث طيران عادي، بل كان له أبعاد عسكرية وسياسية كبيرة. فقد جسد هجوم الطائرات البريطانية على الزيبلين تصعيدا في الصراع العسكري بين القوات الألمانية والبريطانية خلال الحرب العالمية الأولى. وبهذا الصدد، أصبحت الزيبلينات، التي كانت تستخدم في البداية كوسيلة للرصد والقنص، هدفا مشروعا للطائرات الحربية.
يعد هذا الحادث تذكيرا مأساويا بتأثيرات الحروب على حياة الأفراد، سواء كانوا في الميدان العسكري أو في الحياة المدنية. ويظل تاريخه حافلا بالدروس التي يمكن استخلاصها بشأن أهمية السلام والحوار في حل النزاعات الدولية، وتجنب مثل هذه المأسي البشرية.