في يوم السابع والعشرين من يوليو عام 2002، شهدت مدينة لفيف في أوكرانيا حدثاً مروعاً للغاية تخلله حادث طائرة حربية من طراز سوخوي سو-27، حيث كانت تقوم بعروض استعراضية خلال إحدى فعاليات الطيران بمطار سكنيليف.
كانت الطائرة تحمل رقم التسجيل 42، وكانت من تشكيلات القوات الجوية الأوكرانية، حيث كانت مؤلفة من طاقم يتكون من طيارين اثنين. وفي تمام الساعة 12:45، أثناء قيام الطائرة بعروض استعراضية في السماء، وبالتحديد بعد أداء مناورة دوران حاد، تعرضت الطائرة لما يبدو أنه فقدان السيطرة، حيث تشتتت مساراتها ودخلت في مغامرة خطيرة من الانقلابات والاندفاع الحاد الذي لم تستطع الانتعاش منه.
بينما كانت الطائرة تتجه نحو الأرض بسرعة مخيفة، استطاع الطياران النجاة بأنفسهما من خلال القفز بالمظلات، لكن الحادث لم يكن خالياً من الخسائر، حيث اصطدمت الطائرة بحشد من المشاهدين الذين حضروا العرض الجوي، مما أسفر عن مقتل 85 شخصاً منهم، فيما لم يتم تسجيل أي وفيات بين ركاب الطائرة.
وبعد التحقيق في الحادث، تبين أن السبب الرئيسي وراء الكارثة كان خطأ من الطيارين، حيث تجاوزوا خطط الطيران المحددة وقاموا بتنفيذ مناورات معقدة وغير مجربة، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة ووقوع الحادث. ولعواقب هذا السلوك الغير مسؤول، حكم على الطيارين بالسجن لمدة 14 عاماً، تعتبر عقوبة قاسية للتأكيد على أهمية الامتثال للإجراءات الأمنية والتخطيط الجيد قبل تنفيذ أي عرض جوي أو مناورة.
تظل هذه الحادثة تذكيراً مأساوياً بأهمية الالتزام بالقواعد والتدابير الأمنية في مجال الطيران، وبضرورة توخي الحذر والحرص على سلامة الجميع خلال فعاليات العروض الجوية والتدريبات العسكرية.