في الثالث عشر من سبتمبر عام 1928، شهدت أستراليا واحدة من أحداث الطيران المأساوية التي لن تُنسى بسهولة. كانت ذلك اليوم عندما قامت شركة الطيران “كوانتاس” بتشغيل رحلة جوية خاصة تحمل على متنها السير جون سالموند، وهو شخصية بارزة في الحياة العامة والعسكرية في ذلك الوقت، في جولة جوية فوق سماء مدينة أديليد بجنوب أستراليا.
كانت الطائرة المعنية في هذه الرحلة هي طائرة “دي هافيلاند دي إتش 50 جي”، والتي كانت تُعتبر واحدة من أحدث طرز الطائرات في تلك الحقبة. كان الطيار المكلف بقيادة الطائرة في ذلك اليوم هو سي. دبليو. أيه. سكوت، وكان برفقته مهندس طيران كراهام، اللذين كانا يعملان بجد لضمان سلامة الرحلة ونجاحها.
ولكن، وسط محاولتهما لعبور تلال أديليد، واجه الطيار سكوت صعوبات في السيطرة على الطائرة بسبب السحب المنخفضة والغيوم الكثيفة التي كانت تعوق الرؤية. ومع أن الأجواء كانت تدعو إلى الحذر، إلا أنه قرر مواصلة الطيران في ظروف الطقس غير الملائمة.
وفيما كانوا يحاولون التغلب على العواقب الناجمة عن هذه الظروف الصعبة، فقد فقد الطيار السيطرة على الطائرة بسبب السحب المتقلبة، وانحرفت الطائرة عن مسارها المخطط له واصطدمت بأحد الجبال بقوة شديدة، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل على متنها.
وبالرغم من محاولات الطاقم للنجاة، إلا أن الحادث أسفر عن وفاة مهندس الطيران كراهام، فيما نجا الطيار سكوت بأعجوبة بعد أن أصيب بجروح بليغة. وقد تمكنت السلطات المحلية من الوصول إلى موقع الحادث بسرعة، لكن للأسف لم يكن هناك بقاء لأحد من المسافرين على متن الطائرة.
هذا الحادث المأساوي لشركة “كوانتاس” في أديليد لم يكن مجرد خسارة للأرواح، بل كان أيضًا درسًا مريرًا في أهمية احترام شروط السلامة في الطيران والتقيد بالضوابط الجوية، وكذلك في أهمية اتخاذ القرارات الصائبة في ظل الظروف الجوية الصعبة، حيث يمكن لأي تقاعس في هذا الصدد أن يؤدي إلى نتائج كارثية.