في يوم الجمعة، الرابع عشر من يونيو لعام 1940، كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر حينما شهدت سماء منطقة خليج فنلندا في بحر البلطيق، قبالة جزيرة برانغلي، حادثة مروعة ألقت بظلالها على عالم الطيران والسياسة. كانت طائرة تابعة لشركة Aero O-Y تحمل على متنها تسعة أفراد متجهة من تالين في إستونيا إلى هلسنكي في فنلندا. الرحلة كانت تمر عبر المياه الهادئة للبحر، لكن مصيرها كان محتوماً.
الطائرة كانت من طراز Junkers JU-52/3mge، معروفة بقوتها وموثوقيتها، وكانت تحمل الرقم التسجيلي OH-ALL. ومع أن على متنها تسعة أشخاص، إلا أن مصير الجميع كان مسبقاً ومحزناً، حيث لم يكن هناك ناجين.
حينما كانت الطائرة في أوج رحلتها، وبالتحديد في الساعة الثانية بعد الظهر، اقتربت منها مصائد الموت بشكل مفاجئ. فقد اعترضتها طائرتان من طراز Tupolev SB-2 تابعتان للاتحاد السوفيتي، كانتا تحملان العدالة بشكل مروع. بلا رحمة، قامت الطائرتان السوفيتيتان بإطلاق النار على الطائرة التجارية الهادئة، محطمة أحلام السلام والأمان.
لم تتمالك الطائرة مقاومة الهجوم الغادر، وسرعان ما انحدرت من علوها إلى الأسفل بسرعة هائلة. وقعت الكارثة في محيط جزيرة برانغلي، قبالة ساحلها الذي يضيف مزيدًا من الحزن والكآبة لهذه القصة الأليمة. اصطدمت الطائرة بالمياه الباردة بين مسافة 2-3 أميال بحرية عن الساحل، قرب منارة كيري.
وبهذا الحادث الأليم، وقعت ضحايا بريئة وسط المحيط الهادئ، حيث أودى الحادث بحياة جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، بلغ عددهم تسعة أشخاص، لم ينج أحد من بينهم.
تُسجل هذه الكارثة بألم في تاريخ الطيران، حيث أدانتها العديد من الجهات الدولية كفعل عدائي غير مبرر. ومن المؤسف أن تكون الضحية في هذه الحادثة الفظيعة هي ركاب بريئون كانوا يسعون فقط للوصول إلى وجهتهم بسلام.