في الثالث من أكتوبر عام 1949، وقعت واحدة من أكثر الحوادث تأثيرًا في تاريخ الطيران الأسترالي، حيث شهدت مدينة Coolangatta الواقعة في أستراليا واقعة مأساوية أثناء محاولة إقلاع طائرة تابعة لشركة Queensland Airlines. وقد كانت الطائرة المتورطة في هذا الحادث من طراز Lockheed 18 Lodestar، والتي كانت تقوم برحلة تجارية بين Coolangatta وBrisbane.
عند الساعة 9:50 صباحًا، وفيما كانت الطائرة تستعد للإقلاع من مطار Coolangatta، حدثت سلسلة من الأحداث التي تسببت في الكارثة. وبعد أن تمكنت الطائرة من الارتفاع في الجو، لاحظ المشاهدين أنها بدأت بالصعود بشكل شديد جدًا، وعندما بلغت ارتفاعًا قدره 300 قدم، حدث ما لم يكن متوقعًا حيث قامت الطائرة بحركة مفاجئة لليسار، مما أدى إلى فقدانها للسيطرة وانحرافها عن مسارها المخطط، وفي النهاية ارتطمت بالأرض بشدة.
كانت نتيجة هذا الحادث فظيعة، حيث لقي جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة مصرعهم، بلغ عددهم 16 شخصًا، دون أن يتبقى أحد ليحكي ما جرى. لحسن الحظ، لم تكن هناك خسائر بشرية على الأرض، إذ لم يصل تأثير الحادث إلى المناطق السكنية أو الحضرية.
تحققت السلطات بعد الحادث لمعرفة أسباب الكارثة، واتضح أن الطائرة قد فقدت السيطرة بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك التحليق بزاوية شديدة، والتي قادت إلى ارتطام الطائرة بالأرض بعد فقدان الرفع الجانبي. وقد أشارت التحقيقات إلى أن الطائرة كانت تحمل حمولة زائدة، مما أدى إلى صعوبة في الرفع الجانبي وزاد من عدم استقرار الطائرة أثناء الإقلاع.
هذا الحادث لم يكن فقط كارثة بالنسبة لشركة Queensland Airlines والركاب الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث الأليم، بل كان أيضًا درسًا قاسيًا يجب أن يتعلم منه صناع الطيران حول الأهمية القصوى للتحقق من سلامة الطائرات قبل الإقلاع، وضرورة احترام الحدود الوزنية المحددة والإجراءات الأمنية المعتمدة. ومن خلال توثيق هذا الحادث ودراسته بعناية، يمكن تحسين سلامة الرحلات الجوية المستقبلية وتجنب وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية.