في الأول من فبراير عام 1988، وقعت واحدة من الكوارث الجوية المأساوية التي تركت بصمة حزينة في تاريخ الطيران، حيث كانت الطائرة رقم 3780 التابعة لشركة كوندور فلوغدينست تقوم برحلة من شتوتغارت إلى إزمير في تركيا. كانت هذه الرحلة تستخدم طائرة من طراز بوينغ B-737-230A، والتي كانت مسجلة بالرقم D-ABHD وبصفقة تسلسلية 22635/774.
وفي تمام الساعة السابعة والعشرين دقيقة مساءً بتوقيت محلي، وعندما كانت الطائرة في مرحلة الهبوط، واجهت ظروف جوية سيئة، حيث كانت ملامح الضباب الكثيف تحجب رؤية الطيارين، وبالتزامن مع هذه الظروف السيئة، كانت الطائرة بعيدة عن شعاع نظام الهبوط المحلي (ILS)، مما أدى إلى اصطدامها بتلة صخرية على مشارف إزمير.
لقد أظهرت التحقيقات في أعقاب هذه الكارثة الجوية أن طاقم الطائرة قام باستخدام محطة توجيه غير صحيحة ونظام هبوط محلي خاطئ، مما أدى إلى انحراف مسار الطائرة وعدم قدرتها على الهبوط بسلام. وفيما كان الطيار يظهر ثقته المفرطة، كان الطيار المساعد غير فاعل خلال عملية الهبوط، مما تسبب في تفاقم الوضع وفشل محاولة الهبوط بنجاح.
راح ضحية هذا الحادث الأليم 16 شخصًا كانوا على متن الطائرة، فيما لم تسجل أي إصابات بين الأشخاص على الأرض. تعتبر هذه الكارثة تذكيراً قاسياً بأهمية الالتزام بالإجراءات الأمنية والتحقق الدقيق قبل الهبوط في ظروف جوية غير مواتية، وضرورة تفاعل جميع أفراد طاقم الطائرة في كل مرحلة من مراحل الرحلة الجوية، وخاصة خلال عمليات الهبوط التي تعتبر من أكثر المراحل تحدياً وحساسية في عمليات الطيران التجاري.