في يوم الثامن عشر من يونيو عام 1972، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران الروسي، حيث تحطمت طائرة تابعة لشركة الطيران السوفيتية “أيروفلوت”، من طراز Antonov AN-10A، بالقرب من مدينة خاركوف في أوكرانيا السوفيتية. وقد أودى هذا الحادث المروع بحياة جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 122 شخصاً.
لم يكن هناك معلومات كافية عن الزمان الدقيق للحادث، ولكن تبين لاحقًا أن الطائرة تعرضت للتحطم نتيجة فشل هيكلي وانفصال الجناحين بسبب تشقق إرهاق في منطقة الجناح الوسطي. وتعتبر مشكلة التعب الميكانيكي واحدة من أكثر الأسباب شيوعاً لوقوع حوادث الطيران، حيث يتعرض الهيكل لإجهاد متكرر نتيجة للرحلات الجوية المتكررة، مما يؤدي في النهاية إلى تشققات وتلف في الهيكل الخارجي.
تتسبب الأعطال الهيكلية في أثقل الخسائر في حوادث الطيران، حيث تفقد الطائرة القدرة على التحكم بشكل صحيح، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة وحدوث الحوادث الكارثية. ويعتبر فقدان السيطرة نتيجة لفشل هيكلي كما حدث في هذه الحالة، تحديداً في منطقة الجناح الوسطي، أمراً يثير القلق بشكل خاص، حيث يتأثر استقرار الطائرة بشكل كبير عندما يحدث فشل في هذا الجزء الحيوي من الهيكل.
تجلب هذه الحوادث الكارثية دائماً الاهتمام إلى ضرورة تفتيش وصيانة دورية ودقيقة للطائرات، وتعزز الحاجة إلى تحسينات مستمرة في تقنيات التصنيع والتفتيش للحد من مخاطر التعب الميكانيكي وتحسين سلامة الرحلات الجوية.
هذه المأساة تذكرنا دائمًا بأهمية توخي الحذر واليقظة في صيانة وتشغيل الطائرات، حيث يكمن في ذلك السبيل الوحيد لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية التي تخسر فيها الأرواح البريئة وتحطم فيها أحلام وآمال العديد من الأسر والمجتمعات.