في السادس من ديسمبر عام 1950، وعند تمام الساعة 21:52 بالتوقيت المحلي، وقع حادث طائرة مأساوي بعيد سواحل البحرين. كانت الطائرة تابعة لشركة الطيران الفرنسية “Air France”، وكانت في رحلة من سايغون إلى باريس، وكانت تستخدم طراز “Douglas DC-4-1009″، المسجلة برقم F-BBDE ورقم الصناعة 42937.
كان على متن الطائرة 52 شخصاً، ومن بينهم 46 لقوا حتفهم، فيما لم يكن هناك أي ضحايا على الأرض. وفقاً للتحقيقات، فإن سبب الحادث يعود إلى خطأ طاقم القيادة، حيث لم يقوم الطيار بالتحقق الدقيق من ارتفاع الطائرة وسرعة انحدارها أثناء الهبوط النهائي نحو مطار البحرين. ومن المرجح أن يكون هذا الخطأ ناتجاً عن التعب الشديد الذي قد يكون تعرض له الطاقم.
كما تشير البيانات إلى وجود احتمال آخر لسبب الحادث قد يكون ناجماً عن ظاهرة الرياح العاصفة المعروفة بـ “windshear”. وكان من المعروف أن ظروف الرياح العاصفة كانت موجودة على مستوى الطبقات العلوية للجو لعدة أيام بعد عواصف الغبار الشمالية. وربما كانت الطائرة قد فقدت السرعة الأمامية الكافية عندما كانت على ارتفاع 400 قدم بعد أن انخفضت من مستوى الرياح المقابلة إلى مستوى الرياح المعاكسة أثناء إقلاعها. وفي ظل تهدئة نسبية للرياح على سطح الأرض وفي مدى 2000 متر من الغبار الرملي، قد تكونت الرياح على ارتفاع 400 قدم بأكثر من 80 عقدة.
هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة الجوية وضرورة توخي الحذر واليقظة من قبل طواقم الطائرات، خاصة في ظروف الطقس الصعبة والتحديات المتعلقة بالتعب والإرهاق. وقد يكون درساً هاماً لصناعة الطيران في تحسين إجراءات السلامة وتدريب الطواقم على التعامل مع الظروف الجوية القاسية بشكل أفضل.