حادث تحطم طائرة يونايتد إيرلاينز في تينيسي

في السابع من سبتمبر عام 1964، وتحديداً في تمام الساعة السادسة والربع مساءً، وقع حادث طائرة مأساوي في بلدة باروتسفيل في ولاية تينيسي، حيث كانت الطائرة تحمل رقم الرحلة 823 تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز. الطائرة كانت من طراز فيكرز فيسكونت 745D وكانت مسجلة بالتسجيل N7405، ورقم الهيكل الخاص بها هو 103.

كان على متن الطائرة مجموع 39 راكباً، ومن بينهم الطاقم الطيران، ولكن الحادث أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة بالإضافة إلى عدم وقوع أي ضحايا على الأرض. تبين أن الطائرة قد اشتعلت بها النيران بشكل لا يمكن السيطرة عليه عندما كانت على بعد ميلين شمال شرق بلدة باروتسفيل، وبدأت النيران بمكان مجهول تحت أرضية مقصورة الركاب ثم انتشرت تدريجياً لتشمل المقصورة نفسها.

وفي محاولة للهروب من الحريق الذي كان يجتاح الطائرة، قام أحد الركاب بالقفز من نافذة الهروب الطارئ رقم 4، ولكنه لقي حتفه نتيجة السقوط. لم يتم تحديد مصدر الاشتعال بشكل دقيق، ولكن يُعتقد أن البطارية الخاصة بالطائرة أو شيء ما في حقائب الركاب قد يكون سبباً في نشوب الحريق. وقد أظهرت التجارب أن كميات فتاكة من ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تتسرب إلى قمرة القيادة بدلاً من الحجرة السفلية للأمتعة.

وقد لوحظ أن الطائرة كانت تتحرك بشكل غير منتظم قبل أن تفقد السيطرة نهائياً نتيجة لاحتراق الضوابط، ومن المرجح أن كان طاقم الطائرة فقدوا الوعي بحلول ذلك الوقت. تحقيقات الحادث كشفت عن العديد من التفاصيل الهامة، مثل احتمال تسرب الغازات السامة إلى قمرة القيادة وتأثيرها على الطاقم، مما يسلط الضوء على أهمية التدريب والتحضير لمثل هذه الحوادث لدى فرق الطوارئ والطواقم الطيران.

وبما أن مصدر الحريق لم يُحدد بدقة، فقد أظهرت هذه الحادثة الحاجة الماسة لتحسين أنظمة السلامة على متن الطائرات، بما في ذلك الفحوصات الدورية وضمان سلامة الأجهزة الكهربائية وتفتيش الأمتعة بدقة. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الحوادث تسلط الضوء على الأهمية القصوى للتدريب المستمر والتحسين المستمر في مجال السلامة الجوية لضمان حماية الركاب والطواقم والمجتمعات التي يخدمونها.