في يوم السابع عشر من يناير عام 1985، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية ألمًا في تاريخ كوبا، حيث شهدت العاصمة هافانا حادث تحطم مأساوي لطائرة تابعة لشركة “كوبانا دي آفياسيون” (Cubana de Aviacion). وكانت تلك الطائرة من طراز “إليوشن إل-18 دي” (Ilyushin IL-18D)، والتي كانت في رحلة رقم غير معروفة باتجاه ماناغوا.
وفي تمام الساعة الثامنة والعشرين دقيقة صباحًا بالتوقيت المحلي، أقلعت الطائرة من مطار هافانا في رحلتها المقصودة نحو مدينة ماناغوا، إلا أن مصير الرحلة تغير بشكل مأساوي بعد وقت قصير من الإقلاع.
بحسب التحقيقات التي أجريت لاحقًا، تبين أن هناك فشلًا حدث في معدات الطائرة، حيث أظهرت البيانات أن مستوى الأفق الصناعي قد فشل، مما جعل الطيارين يفقدون القدرة على تحديد الاتجاه والموضع الصحيحين للطائرة.
وإلى جانب ذلك، تبين أن الشحن داخل الطائرة كان غير مستقر، مما أدى إلى انزلاقه وتحركه أثناء الرحلة، وبالتالي تعطيل تحكم الطيارين في أحد الجناحين بسبب تداخل الشحن المتحرك مع أجزاء التحكم بالطائرة.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، لم يكن بالإمكان للطيارين استعادة السيطرة على الطائرة، مما أدى في النهاية إلى ارتطامها بقوة بالأرض، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة وعددهم 38 شخصًا، دون وقوع أي خسائر بشرية على الأرض.
تلك الكارثة لا تزال تُذكر كواحدة من أسوأ حوادث الطيران في تاريخ كوبا، وتعتبر تذكيرًا مأساويًا بضرورة الالتزام بأعلى معايير السلامة في صناعة الطيران، وتحديدًا فيما يتعلق بتحميل وتوزيع الشحن داخل الطائرات لضمان استقرارها وسلامة ركابها وطاقمها على مدار رحلاتها.