في الخامس والعشرين من مايو عام 1919، وتحديدًا في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، شهد عالم الطيران حادثًا مأساويًا ألمّ بالعديد وأثار الحزن والهمّ في نفوس الكثيرين. كانت طائرة من طراز دي هافيلاند DH-4 تابعة لخدمة البريد الجوي الأمريكية الحكومية تحمل الرقم التسلسلي 61 محطمةً في سماء تلك المدينة الهادئة.
لم يكن الحادث مألوفًا فحسب، بل كان مأساويًا ومروّعًا. فقد اشتعلت النيران في جوهر الطائرة وسط السماء، وبدأت الطائرة بالانحدار بشكل مخيف. وفي هذه اللحظات الحرجة، قرر الطيار المقدام القفز من الطائرة ليحاول إنقاذ حياته، لكن القدر كان قاسيًا عليه. بينما كان يحاول الهروب من اللهيب الذي يلتهم طائرته، فإنّ الموت كان ينتظره في كل زاوية. قفز الطيار ببسالة، لكنه لم ينج من مصيره المحتوم، إذ سقط إلى أسفل بوحشية، مفتتًا إلى أشلاء، وحياته انقضت قبل أن يلامس الأرض.
رغم أن الحادث كان غير متوقع، إلا أنه ترك أثرًا عميقًا في قلوب الناس وأثار العديد من التساؤلات حول سلامة وأمان رحلات الطيران في تلك الفترة. فقد أظهر هذا الحادث الفظيع الجانب الخطير والمخاطر الكبيرة التي كانت تحيط بصناعة الطيران في تلك الفترة البدائية. وبالرغم من التقدمات التكنولوجية الهائلة التي شهدتها الصناعة في العقود اللاحقة، إلا أن هذا الحادث لا يزال يشكل تذكيرًا مريرًا بأن الطيران، على الرغم من جماله وروعته، يحمل مخاطره وتحدياته التي يجب التصدي لها بكل حذر واهتمام.