في الثالث والعشرين من أغسطس عام 1940، وفي إحدى اللحظات المشحونة بالتوتر والصراعات التي عصفت بأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، شهدت منطقة كلوج في رومانيا حادثًا مأساويًا للغاية. حيث كانت السماء تتجلى بوجوم كثيفة وعواصف بردية تتساقط بغزارة، استعدادًا لما سيأتي، حيث وقعت واحدة من أبرز الكوارث الجوية في تاريخ الطيران.
كانت طائرة دوغلاس دي سي-3 تحمل الرقم التسلسلي 1986 وتحمل تسجيل YR-PAF تابعة لشركة لاريس الرومانية، تحمل على متنها 18 شخصاً، بين ركاب وطاقم. وكانت وجهتها المقررة غير معلومة، حيث كانت تحلق في الأجواء بين الغيوم والجبال في منطقة كلوج.
لكن الطبيعة القاسية للطقس لم تكن تبشر بالخير، حيث اجتاحت عاصفة بردية المنطقة، محدثةً جوًا معقدًا وخطيرًا للغاية. وبينما كانت الطائرة تحاول التغلب على تلك الظروف الجوية القاسية، فإن البرد الكثيف والرياح العاتية والرؤية المتدنية أضافت عامل الخطر إلى مهمة الطيارين.
في تلك اللحظة المرعبة، وفي ظل تحديات الجو الصعبة، فقد الطيارون السيطرة على الطائرة، مما أدى إلى اصطدامها بإحدى التلال الجبلية بقوة هائلة. ولم تكن نهاية الحادث بالشكل الذي تمنوه الجميع، فقد أودى الحادث الأليم بحياة 14 شخصًا من أصل 18 كانوا على متن الطائرة، ولم يكن هناك أي خسائر في الأرواح على الأرض.
وتعتبر هذه الكارثة الجوية في كلوج، رومانيا، في ذلك اليوم المظلم من شهر أغسطس عام 1940، حادثة تذكرنا بقسوة الظروف الجوية وتحديات الطيران، وتاريخًا مؤلمًا ينبغي أن يبقى في ذاكرة الطيران كتحذير دائم لضرورة اليقظة والحذر في كل رحلة جوية.