حادث طائرة فيكرز 803 فيزكونت في دبلن، أيرلندا، الذي وقع في الثاني والعشرين من يونيو عام 1967، يمثل حدثاً مأساوياً يجسد درساً مؤلماً في تاريخ الطيران التدريبي. وقع الحادث أثناء رحلة تدريبية لطائرة تابعة لشركة “أير لينجوس”، حيث كانت الطائرة من طراز فيكرز 803 فيزكونت، التي كانت تحمل الرقم التسلسلي 176 وتسجيل EI-AOF.
بدأت الرحلة بشكل روتيني، ولكن الأمور تحولت بسرعة إلى كارثة عندما وقعت حادثة السقوط. كانت الطائرة تقوم بتدريبات على ارتفاع منخفض عندما حدثت حالة عدم استقرار غير مقصودة، مما أدى إلى انحراف الطائرة عن المسار ودخولها في حالة “التشليح” (Stall) و”الدوران المبتدئ” (Incipient spin) على ارتفاع منخفض لم يتسنى فيه الاسترداد.
رغم جهود الطاقم لمعالجة الوضع، فإن الارتفاع المنخفض والتشليح الناشئ جعلت من الصعب جداً إجراء أي تصحيحات فعالة. ونتيجة لذلك، انحرفت الطائرة عن مسارها بشكل لا رجعة فيه، مما أدى في النهاية إلى سقوطها بقوة على الأرض.
الحادث أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة البالغ عددهم ثلاثة أشخاص، في حين لم يُصب أي شخص على الأرض بأذى نتيجة للحادث. وتشير التحقيقات إلى أن سبب الحادث يعود إلى فقدان الطائرة للسيطرة نتيجة للتشليح الناشئ عن عدم استقرارها في الهواء، والذي لم يكن بالإمكان تجاوزه بسبب الظروف القاسية والزمنية المحيطة بالحادث.
إن هذا الحادث يبرز أهمية التدريب الجيد والتحضير الجيد لطواقم الطيران، بالإضافة إلى ضرورة التفاعل الفعّال واتخاذ القرارات السريعة والصائبة في حالات الطوارئ. كما يسلط الضوء على أهمية التقيد بإجراءات السلامة والمعايير المهنية في جميع الأوقات، لضمان سلامة الركاب والطواقم والمجتمعات المحلية التي تتأثر بحوادث الطيران المأساوية.