في الرابع من أبريل عام 1977، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران المدني، حيث تعرضت طائرة من طراز McDonnell Douglas DC-9-31، تابعة لشركة Southern Airways، لحادث مأساوي أثناء رحلتها رقم 242 من هانتسفيل إلى أتلانتا في ولاية جورجيا، الولايات المتحدة الأمريكية. كانت الطائرة تقل 85 شخصًا على متنها، وكان من بينهم أفراد الطاقم والركاب.
تعرضت الطائرة لظروف جوية قاسية بمجرد دخولها إلى عاصفة رعدية، حيث تعرضت لتساقط حبات البرد والهطول الغزير، مما أدى إلى تحطم الزجاج الأمامي للطائرة وفقدان الطاقة في كلا المحركين. تحطمت الطائرة في النهاية على أحد الطرق السريعة واندلعت في النيران، مما أدى إلى وفاة 62 شخصًا من الركاب وطاقم الطائرة، بالإضافة إلى 8 أشخاص على الأرض.
تبين أن سبب الحادث يعود جزئيًا إلى فشل منسق الطيران في توفير معلومات جوية دقيقة ومحدثة لطاقم الطائرة قبل إقلاعها، مما جعلهم يتعرضون لظروف جوية خطرة دون تحذير كافٍ. كان الحادث نتيجة لفقدان الدفع الجوي الكامل والفريد من كلا المحركين أثناء اختراق الطائرة لمنطقة من العواصف الرعدية الشديدة مع هطول غزير للأمطار والبرد.
هذا الحادث لم يكن مجرد فاجعة في عالم الطيران، بل كان درسًا مؤلمًا في أهمية توفير المعلومات الجوية الدقيقة والمحدثة لطواقم الطائرات قبل كل رحلة، وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب التعرض لظروف جوية قاسية. تذكر هذا الحادث بأهمية التدريب المستمر لفرق الطيران وضرورة الالتزام بأعلى معايير السلامة في جميع الأوقات لضمان سلامة الركاب وأفراد الطاقم والمجتمعات التي تخدمها شركات الطيران.