في يوم الاثنين، الثالث والعشرين من يوليو عام 1979، شهدت بيروت، لبنان، واحدة من أكثر الحوادث تأثيرًا في تاريخ الطيران. كانت طائرة تابعة لشركة “ترانس متوسطية للطيران” تقوم برحلة تدريبية، حيث كانت تقوم بممارسة الهبوط والإقلاع لتحضير الطيارين في مهارات الطيران. الطائرة، وهي من طراز “بوينغ 707-327C”، كانت مسجلة بالتسجيل OD-AFX، وقد كانت تحمل على متنها 6 أشخاص.
كانت الرحلة تجري محاولة ثالثة للهبوط والإقلاع على ما يعرف بـ “لمس واستمرار”، وهو تمرين يقوم فيه الطيار بالهبوط على المدرج ثم يعود للإقلاع مباشرة دون توقف. وفي هذه المحاولة الأخيرة، وأثناء محاولة الطائرة للهبوط، حدثت مشكلة غير متوقعة.
فجأة، بدأت الطائرة في الانحراف إلى اليمين، مما أدى إلى فقدان السيطرة عليها. وبينما حاول الطيارون استعادة السيطرة، انقلبت الطائرة ودخلت في حالة انقلاب عكسية، وفي نهاية المطاف، ارتطمت بالأرض بقوة هائلة.
كانت النتيجة مأساوية للغاية، حيث لقي جميع من كانوا على متن الطائرة مصرعهم، بلغ عددهم 6 أشخاص، دون أن يكون هناك أي ناجين. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم الإبلاغ عن وقوع أي خسائر بشرية على الأرض.
تم تحديد أن سبب الحادث كان نتيجة لانحراف مفاجئ في الطائرة أثناء محاولة الهبوط، والذي أدى إلى فقدان السيطرة وانحرافها عن المسار المقرر. ومن المرجح أن يكون هذا الانحراف قد تسبب في فقدان سرعة الطائرة ودخولها في حالة ارتطام بالأرض بزاوية عكسية، مما تسبب في الحادث المأساوي.
يظل هذا الحادث، الذي شهد خسائر بشرية جسيمة، تذكيرًا محزنًا بأهمية السلامة في مجال الطيران، وضرورة أخذ كافة التدابير الوقائية والتدريبية لضمان سلامة الركاب والطواقم على متن الطائرات.