في الحادي والعشرين من يناير عام 1943، وقعت واحدة من الكوارث الجوية الأكثر تدميراً في تاريخ الطيران التجاري. كانت طائرة دوجلاس دي سي-3 إيه تابعة لشركة بان أميريكان غريس للطيران تحمل رقم الرحلة 9، تقوم برحلتها من سانتياغو في تشيلي إلى أريكيبا في بيرو، ثم إلى ليما، عاصمة بيرو. ومع أن هذه الرحلة كانت تخدم مساراً عادياً، إلا أنها انتهت بشكل مأساوي قرب جبل تشابارا في بيرو.
وقع الحادث في الساعة 15:15 بالتوقيت المحلي، حيث كانت الطائرة تحمل 15 شخصاً على متنها، وكانت الحصيلة الكارثية تشمل وفاة 14 شخصاً من الركاب، فيما لم يصب أحد بأذى على الأرض.
ووفقاً للتقارير، فإن سبب الحادث كان تصرف الطيار الذي استمر في الطيران بواسطة الأجهزة الإلكترونية في ظل الطقس الغائم، وهذا يتنافى مع إجراءات الطيران التي وضعتها الشركة. ومن الواضح أن الطيار كان على علم بتلك الإجراءات، لكنه قرر تجاهلها، مما أدى إلى انحراف المسار واصطدام الطائرة بجبل تشابارا.
يعتبر هذا الحادث واحداً من أكثر حوادث الطيران فظاعة في تاريخ الطيران التجاري، حيث أظهرت التحقيقات اللاحقة أهمية احترام الإجراءات والإرشادات الصارمة للطيران، وأهمية تدريب الطواقم على التعامل مع ظروف الطقس السيئة والمواقف الطارئة بشكل صحيح وفعال.