في حادث أليم ومأساوي، والذي وقع في الرابع عشر من يونيو عام 1943، كانت الأجواء ملبدة بالضباب الكثيف بالقرب من ماكاي في أستراليا القديمة، حيث كانت تتواجد طائرة من طراز B-17C Flying Fortress تابعة للجيش الأمريكي (U.S. Army Air Forces)، تحمل على متنها 41 شخصاً، بما في ذلك الطاقم والركاب.
وفيما كانت الطائرة تقوم بعملية الإقلاع، واجهت ظروف جوية صعبة، حيث كان الضباب يلف المكان بشكل كثيف، مما جعل رؤية الطيارين صعبة جداً. رغم ذلك، تم تنفيذ عملية الإقلاع، وعندما بلغت الطائرة ارتفاعاً يقدر بنحو 300 قدم، بدأت تلتفت حول نفسها بالهواء، فجأة وفي لحظات معدودة، اندلعت النيران في أجزاء من الطائرة.
بينما كانت النيران تشتعل وسط السماء، تحاول الطاقم مواجهة هذه الحالة الطارئة، لكنهم واجهوا صعوبات كبيرة في السيطرة على الوضع. وفي غمضة عين، بدأت الطائرة في الانحدار باتجاه الأرض بسرعة هائلة، وفي هذه اللحظات الحرجة، انفصلت إحدى أجنحتها عن الباقي، مما ترك فتحة كبيرة في هيكل الطائرة.
وعلى الرغم من جهود الطاقم في التصدي للوضع، إلا أن الطائرة تواصلت في سقوطها بسرعة متزايدة، حتى وصلت إلى مرحلة الاصطدام النهائي. وقبل أن تتحطم الطائرة بالكامل، فتحت الفتحة الكبيرة في هيكلها أبواب الفرار الطارئة، مما أدى إلى خروج معظم الركاب وأفراد الطاقم من الطائرة وسقوطهم في الأشجار والأدغال بقبيل لحظات من الاصطدام النهائي.
وبالفعل، كانت النتيجة كارثية، حيث لقي 40 شخصاً مصرعهم في هذا الحادث الأليم، فيما نجا شخص واحد فقط. وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها الطاقم في محاولة إنقاذ الطائرة وركابها، إلا أن الظروف الجوية الصعبة واندلاع النيران بسرعة كبيرة لم تتيح الفرصة لإنقاذ المزيد من الأرواح في هذا الحادث المروع.