في الساعة 11:30 مساءً بتاريخ 15 نوفمبر 1978، وقع حادث طائرة مأساوي قرب مدينة كاتوناياك في سريلانكا. كانت الطائرة تابعة لشركة “لوفتليدير آيسلندي إيرلاينز”، وهي من طراز ماكدونيل دوغلاس دي سي-8 سوبر 63CF، وكانت في رحلة من جدة إلى كولومبو.
وفي ظل الأحوال الجوية السيئة التي كانت تتميز بالأمطار الغزيرة، حاولت الطائرة الهبوط على مدرج مطار باندارانايك الدولي. إلا أنها ارتطمت بالأرض قبل الوصول إلى المدرج، متسببة في سقوطها في مزرعة لأشجار جوز الهند. وقد أسفر هذا الحادث الأليم عن وفاة 183 شخصًا من بين الركاب البالغ عددهم 262 شخصًا.
تشير التحقيقات إلى عدة أسباب محتملة للحادث، من بينها تأثيرات الرياح العاصفة والهواء النزولي (Windshear)، وارتفاع معدل الهبوط بشكل مفرط (Excessive sink rate)، بالإضافة إلى عدم امتثال طاقم الطائرة لإجراءات الهبوط المعتادة. كما تشير التقارير أيضًا إلى أنه تم تزويد الطاقم بمعلومات غير صحيحة من قبل مراقب الرادار، مما قد يكون ساهم في الحادث. ولاحظت التحقيقات كذلك نقصًا في نظام إضاءة المدرجات في مطار باندارانايك، وهو عامل قد يكون قد أثر على قدرة الطاقم على تحديد الموقع بشكل صحيح أثناء الهبوط.
يعتبر هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بأهمية الامتثال لإجراءات السلامة الجوية وضرورة التعامل بحذر في ظل ظروف جوية غير ملائمة، حيث يمكن أن تكون القرارات الخاطئة أو تقديرات الطاقم غير الدقيقة هي الفارق بين السلامة والكارثة في عالم الطيران.