في الرابع والعشرين من يونيو عام 1982، شهدت جبال غالونجونج الواقعة في إندونيسيا حادثة تاريخية تتعلق بإحدى رحلات شركة الطيران البريطانية العريقة “British Airways”. وقعت هذه الحادثة على متن طائرة من طراز بوينغ B-747، والتي كانت تقوم برحلة رقم 009 بين كوالالمبور في ماليزيا وبيرث في أستراليا، في رحلة تنقل نحو 257 راكبًا على متنها.
وفي ساعة متأخرة من تلك الليلة، تحديدًا في الساعة 20:44 بالتوقيت المحلي، كانت الطائرة تحلق على ارتفاع يقدر بنحو 37,000 قدم، عندما اصطدمت بسحابة من الرماد البركاني الخارجة من بركان غالونجونج. كانت هذه السحابة البركانية تشكل خطرًا كبيرًا على الطائرة، حيث أدت إلى فشل جميع محركاتها، وتأثرت زجاج الكابينة بتآكل نتيجة للجزيئات البركانية المتطايرة، مما جعلها فقدت شفافيتها تدريجيًا.
رغم هذه المصاعب الجسيمة التي واجهتها الطائرة وطاقمها، فقد بذلوا جهودًا بطولية للتغلب على الأزمة. بدأ الطاقم بإعادة تشغيل المحركات الأربعة بعدما هبطوا إلى ارتفاع يقدر بنحو 12,000 قدم، حيث تمكنوا من إعادة تشغيل المحركات بشكل تدريجي. وبفضل الخبرة الطيارية العالية والتعاون الفريقي الفائق، نجحوا في الهبوط بسلام في مطار جاكرتا، دون تسجيل أي إصابات بين الركاب أو على الأرض.
يعد هذا الحادث مثالًا بارزًا على قوة الإرادة والمهارة التي تتحلى بها طواقم الطيران في التعامل مع الظروف الطارئة، حيث استطاعوا بحكمتهم وبراعتهم تجاوز التحديات الهائلة التي واجهتهم، وضمان سلامة الركاب والطاقم على متن الطائرة. ويظل هذا الحادث عبر السنين يذكرنا بأهمية التدريب المنتظم والاستعداد الجيد لطواقم الطيران، وأهمية التقنيات الحديثة في مجال الطيران لتحسين سلامة الرحلات وتقليل مخاطر الحوادث المحتملة.
لمزيد من المعلومات حول هذا الحادث يمكنك زيارة الرابط التالي:
[مصدر الحادثة](روابط الحادثة)