في أواخر عقد الثلاثينيات من القرن العشرين، أبصرت سفينة الحرب اليابانية “تشيتوسي” الفائقة، التي تنتمي إلى فئة “تشيتوسي” للحاملات الخفيفة، النور. تجسدت هذه الفئة من الحاملات الخفيفة في رحاب البحر الثالث والعشرون للإمبراطورية اليابانية، مع إطلاقها في عام 1936، وقد حملت اسم “تشيودا”.
“تشيودا” كانت تحمل معها لا تحصى من القصص والتحديات التي مرت بها خلال الحقبة الزمنية الحرجة للعالم، وهي الحرب العالمية الثانية. كقاعدة لسفن الطائرات، شاركت “تشيودا” في الكثير من المعارك الهامة والعمليات البحرية الحاسمة.
في سبيل خدمة إمبراطوريتها، شاركت “تشيودا” في العديد من المعارك البحرية الرئيسية، حيث كانت شاهدة على العديد من اللحظات التاريخية المصيرية. تألقت “تشيودا” في معركة ميدواي الشهيرة في عام 1942، حيث شهدت المياه المضطربة اندلاع نيران الحرب وتبادل الهجمات الجوية بين الأساطيل اليابانية والأمريكية.
ومع تقدم الحرب، أثبتت “تشيودا” جدارتها في دعم الهجمات البحرية ونقل الطائرات والقوات البرية. لم تكن مجرد حاملة طائرات بل كانت نقطة رئيسية في استراتيجية البحرية اليابانية، وكانت شهيدة وشاهدة على الأحداث التي غيّرت مسار التاريخ.
وفي عام 1944، شهدت “تشيودا” نهايتها المؤسفة عندما تعرضت لهجوم مدمر أمريكي خلال معركة ليتي البحرية. رغم بسالتها وشجاعتها، لم تتمكن من الصمود أمام القوة الهائلة للقوات البحرية الأمريكية.
تظل “تشيودا” خالدة في ذاكرة التاريخ العسكري، حاملةً معها قصة البحارة اليابانيين الذين خدموا بإخلاص وشجاعة في سبيل إمبراطوريتهم. إنها ليست مجرد سفينة، بل هي رمز للتحدي والتفاني في وجه العواصف التي هزت العالم في تلك الفترة المحورية.