حادثة تسونامي في خليج ليتويا

في عام 1936، في السابع والعشرين من شهر أكتوبر، وفي الساعة الخامسة والخمسين دقيقة بالتوقيت المحلي، شهدت خليج ليتويا في ولاية ألاسكا الأمريكية حدوث حدث مدمر غامض ومحلي المصدر، حيث تكونت ثلاثة موجات ضخمة، تصل ارتفاع بعضها إلى 150 متراً، تلاها سلسلة من الموجات الصغيرة في الخليج. وتتراوح تفسيرات احتمالية لهذا الحدث بين انهيار جبلي فوق سطح الأرض أو تحت الماء، أو اختراق بحيرة جليدية، أو تساقط الجليد الجليدي، أو اندفاع مفاجئ للجليد إلى الخليج. وبالرغم من عدم وجود أدلة تشير إلى وجود مصدر جبلي فوق سطح الأرض، إلا أن الأدلة تشير إلى أن الموجات نتجت عن انهيار جبلي تحت الماء. تم تدمير مبنيين صغيرين، وغمرت مساحة تبلغ ثلاثة كيلومترات مربعة من الأرض، وتم قلع العديد من الأشجار، وانجرفت 50 برميلاً من السلمون المملح. وكان هناك أربعة شهود على الحادث كانوا في الخليج: اثنان في منزل صغير على الجانب الغربي من جزيرة النصب التذكاري واثنان على سفينة صغيرة راسية عند مرسى قرب الشاطئ الشمالي للخليج، بالقرب من جزيرة بحيرة السمك وعلى بعد 2 كيلومتر غرب المنزل الصغير المذكور أعلاه. ووفقًا للصيادين، في حوالي الساعة 6:20 مساءً، سُمعت دوي مستمر ومبهم على متن السفينة، يبدو أنه قادم من الجبال الموجودة وراء رأس الخليج. وبسبب الظلام، لم يكن بإمكان أحد أن يعرف ماذا يحدث. لم يتم تسجيل أي اهتزازات. وفي تلك الأثناء كانت حركة المد في زيادة. استمر الدوي حوالي حتى الساعة 6:50 مساءً، عندما ظهرت الموجة الكبيرة الأولى في أضيق جزء من الخليج. كانت كالجدار المائي الشديد الانحدار، يمتد من شاطئ إلى شاطئ وبارتفاع محتمل يصل إلى 30 متراً. عند رؤية هذه الموجة، قام الصيادون برفع الرَّحَى وتوجهوا نحو جزيرة النصب التذكاري. عندما وصلت الموجة إليهم بعد 10 دقائق، كانوا على بعد 400 متر شمال غرب جزيرة النصب التذكاري، على عمق 20 متراً. لم يسبق وصول الموجة أي انخفاض في مستوى المياه أو أي ظاهرة غريبة أخرى. رفعت الموجة الأولى السفينة حوالي 15 متراً فوق المستوى الطبيعي. وقد يكون ارتفاع الموجة إلى الشمال والجنوب، خارج مأوى الجزيرة، وصل حتى 15 مترًا إضافيًا. بعد مرور هذه الموجة، انخفضت سطح الماء أدنى من المستوى الطبيعي. ولوحظت موجات صغيرة خلال نصف الساعة بعد مرور الموجة الثالثة. كانت جميع الموجات موجهة نحو مخرج الخليج. وبعد ذلك، بدأت الأشجار وقطع الجليد تظهر حول السفينة. لم يلاحظ أي تيار مائي. استيقظ الصيادون في المنزل الصغير في حوالي الساعة 7:00 صباحًا بسبب الضجيج، كما لو كان مئات الطائرات تحلق بارتفاع منخفض، ووجدوا أن موجة كانت تقترب من منزلهم. لجأوا إلى مكان آمن في أعلى المكان، ورأوا ثلاث موجات تمر بالجزيرة، تتزايد في الارتفاع، بسرعة تقدر بحوالي 20 عقدة. تم تقدير الارتفاع الأقصى للموجات بين 45 و 75 مترًا.