في الخامس من يوليو عام 1845، تعرضت منطقة شمال نيوزيلندا، وتحديدًا الساحل الشرقي لأستراليا ونيوزيلندا وجزر جنوب المحيط الهادئ، لحدث طبيعي مروع، حيث شهدت توقيتًا مزدوجًا غير عاديًا لمد وجزر البحر، وذلك بعد أن استيقظ سكان مدينة وانجانوي على اهتزازات قوية في باطن الأرض، مما أثار فزعهم، وسُمعت أصوات رنين مرعبة تصدر من الأرض. في اليوم السابق للحادث، شهدت المنطقة جزرًا مدارية مزدوجة، حيث ارتفع منسوب المياه بشكل كبير في تمام الساعة الواحدة صباحًا بالتوقيت المحلي، ثم انحسرت المدة بعدها، وفي تمام الساعة الثالثة صباحًا وصل منسوب المياه إلى أعلى مستوى له مرة أخرى. وعلى الرغم من أن الهزات الأرضية القوية لم تسفر عن وقوع أضرار مادية بالغة أو خسائر بشرية، إلا أن الظواهر الطبيعية الغير عادية شكلت مادة للتساؤل والتحقيق العلمي، حيث أظهرت الشواهد على أرض الواقع أن الحادثة كانت مثيرة للاشتباه للغاية فيما يتعلق بالتسونامي، وذلك وفقًا للتقارير والمراجع الموثوقة التي سجلت الحدث. تلك اللحظات التي تجلت فيها قوة الطبيعة وغموضها تجعلنا نتأمل في عجائب الكون ونستمر في البحث وراء فهم أعمق للظواهر التي تحدث حولنا، مع العلم بأن الطبيعة تحمل في طياتها أسرارًا لا نهائية قد تظهر لنا بين الحين والآخر لتذكيرنا بقوتها وتفردها.
0
