في السادس عشر من فبراير عام 1940، وقعت حادثة ألتمارك، وهي حادثة بارزة في تاريخ الحرب العالمية الثانية والتي تعكس الديناميات البينية بين القوى الكبيرة والصغيرة خلال تلك الفترة المضطربة من التاريخ العالمي. وقد تمثلت هذه الحادثة في اعتراض القوات البريطانية للسفينة الألمانية “ألتمارك” Altmark، والتي كانت تحمل آلاف الجنود البريطانيين المعتقلين بعد سقوطهم في معركة فريتشلاند في النرويج.
وصفت هذه الحادثة بأنها “حرب داخلية”، حيث اعتبر البريطانيون أن السفينة الألمانية تقوم بأعمال تجاوز عبر المياه النرويجية، مما دفع السلطات البريطانية إلى اتخاذ إجراءات لاحتجاز السفينة وتحرير الأسرى البريطانيين المحتجزين على متنها.
تصاعدت التوترات عندما رفض القبطان الألماني للسفينة تسليم الأسرى البريطانيين، مما دفع البريطانيين إلى استخدام القوة لاقتحام السفينة وتحرير الأسرى فيما أصبحت هذه الحادثة محل جدل دولي.
وقد أثارت الحادثة انتقادات حادة من قبل النازيين وزادت التوترات بين بريطانيا وألمانيا، مما دفع بريطانيا إلى توجيه اتهامات بالاعتداء على الحقوق البحرية الألمانية، بينما حاولت ألمانيا استخدام الحادثة في الدعاية البروباغندية لصالحها.
بعد هذا الحادث، ازدادت التوترات بين الطرفين، وتأكدت المخاوف من تصاعد الصراع العسكري في أوروبا، حيث ساهمت الحادثة في تكريس الانقسامات بين الدول المتحاربة وتعقيد العلاقات الدبلوماسية في ذلك الوقت الحرج من التاريخ العالمي.