“أنا جندي أيضًا: قصة جيسيكا لينش” هو سرد ينطوي على العديد من المشاعر والتجارب الإنسانية، يرويها جيسيكا لينش بنفسها للكاتب ريك براغ. يعتبر هذا الكتاب توثيقًا مهمًا ومفصلًا للأحداث التي جرت خلال فترة الكمين، وما حدث حقًا في المستشفى، والأحداث التي جرت في ليلة الإنقاذ من وجهة نظرها الشخصية. ولكن الكتاب يتعدى ذلك، إذ يأخذنا التعاون بين لينش وبراغ في رحلة تكشف عن جوانب حياتها وأصلها.
يستعرض الكتاب طفولتها في فلسطين، ويستعرض جمال الأرض الوعرة دائمًا المشار إليها بـ “الوادي”، حيث كانت تركب الخيول وتلعب الكرة اللينة، وتتوج ملكة جمال الود في معرض مقاطعة ويرت في نفس العام الذي حصلت فيه الثور الذي ربته على شريط تشريفي. كما يكشف عن علاقتها مع شقيقها الأكبر، جريج جونيور، الذي كان أيضًا جنديًا، وشقيقتها الصغيرة، براندي، فضلاً عن علاقتها مع والدها جريج الأب، سائق الشاحنة البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عامًا، الذي عمل في بعض الأحيان في مجال البناء، قطع العشب، تقطيع الحطب، نقل الأخشاب، نقل الخرسانة، تشغيل جرار البلدوزر، تشغيل الحفارة، تنظيف المنازل، وحفر القبور. وتسلط الضوء على علاقتها مع والدتها، ديدرا، الفتاة القادمة من باركرزبيرج التي انتقلت إلى الوادي والتقت بزوجها المستقبلي عندما كان عمره أحد عشر عامًا وكانت عمرها تسع سنوات. ويصف ما حدث لعائلة لينش خلال ألم اعتقال جيسيكا وأسرها؛ الرعب والإحباط الذي انتاب مدينة بأكملها عند سماعها الخبر الصادم بشأن اختفائها في يد العدو؛ فرحة الإنقاذ؛ والعمل الطويل للشفاء والتعافي الذي ينتظرهم.
جيسيكا لينش نجحت في كسب قلوب وعقول الأمريكيين، وبين يدي ريك براغ، الكاتب الذي اشتهر بسرد حياة الأمريكيين، يتم سرد قصتها أخيرًا بأسلوبه المميز. يمثل الكتاب قطعة أدبية تاريخية وشهادة حيّة عن تلك الفترة الصعبة، وفيه يتجلى روح الصمود والتحدي التي عاشتها جيسيكا لينش.